[ ص: 121 ] ( في خطبة الحاجة في النكاح وغيره ) : قال المنذري : وأخرجه nindex.php?page=showalam&ids=15397النسائي .
nindex.php?page=showalam&ids=12077وأبو عبيدة هو ابن عبد الله بن مسعود ولم يسمع من أبيه ( أن الحمد لله ) : بتخفيف أن ورفع الحمد . قال الجزري في تصحيح المصابيح : يجوز تخفيف أن وتشديدها ومع التشديد يجوز رفع الحمد ونصبه ورويناه بذلك ذكره القاري في المرقاة وقال رفع الحمد مع التشديد على الحكاية ( نستعينه ) أي في حمده وغيره وهو وما بعده جمل مستأنفة مبينة لأحوال الحامدين ( ونستغفره ) : أي في تقصير عبادته وتأخير طاعته ( ونعوذ به من شرور أنفسنا ) : أي من ظهور شرور أخلاق نفوسنا الردية وأحوال طباع أهوائنا الدنية ( من يهده الله ) : بإثبات الضمير أي من يوفقه للعبادة ( فلا مضل له ) : أي من شيطان ونفس وغيرهما ( ومن يضلل ) : بحذف ضمير المفعول وفي بعض النسخ بإثبات الضمير ( فلا هادي له ) : أي لا من جهة العقل ولا من جهة النقل ولا من ولي ولا نبي . [ ص: 122 ] قال الطيبي : أضاف الشر إلى الأنفس أولا كسبا ، والإضلال إلى الله تعالى ثانيا خلقا وتقديرا ( يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله الذي ) : قال الطيبي رحمه الله : ولعله هكذا في مصحف ابن مسعود رضي الله تعالى عنه ، فإن المثبت في أول سورة النساء واتقوا الله الذي بدون يا أيها الذين آمنوا قيل يحتمل أن يكون تأويلا لما في الإمام ، فيكون إشارة إلى أن اللام في يا أيها الناس للعهد ، والمراد المؤمنون .
قلت : لا يصح هذا الاحتمال لأنه لو كان كذلك لقال يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة الآية مع أن الموصولين لا يلائمان للتخصيص كذا في المرقاة تساءلون : بحذف إحدى التاءين وبتشديد السين قراءتان متواترتان به : أي تتساءلون فيما بينكم حوائجكم بالله كما تقولون أسألك بالله والأرحام : بالنصب عند عامة القراء أي واتقوا الأرحام أن تقطعوها ، وفيه عظيم مبالغة في اجتناب قطع الرحم وقرأ حمزة بالخفض أي به وبالأرحام كما في قراءة شاذة عن ابن مسعود ، يقال سألتك بالله وبالرحم والعطف على الضمير المجرور من غير إعادة الجار فصح على الصحيح وطعن من طعن فيه . وقيل الجر للجوار . وقيل الواو للقسم رقيبا : أي حافظا يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته : في المعالم قال ابن مسعود nindex.php?page=showalam&ids=11وابن عباس هو أن يطاع فلا يعصى ، قيل : وأن يذكر فلا ينسى .
قال أهل التفسير : لما نزلت هذه الآية شق ذلك عليهم فقالوا يا رسول الله ومن يقوى على هذا ؟ فأنزل الله تعالى فاتقوا الله ما استطعتم فنسخت هذه الآية . وقيل إنها ثابتة والآية الثانية مبينة ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون : النهي في ظاهر الكلام وقع على الموت وإنما نهوا في الحقيقة عن ترك الإسلام ، ومعناه داوموا على الإسلام حتى لا يصادفكم الموت إلا وأنتم مسلمون يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله : أي مخالفته ومعاقبته وقولوا قولا سديدا : أي صوابا ، وقيل عدلا ، وقيل صدقا ، وقيل مستقيما ، وقيل هو قول [ ص: 123 ] لا إله إلا الله ، أي داوموا على هذا القول . يصلح لكم أعمالكم : أي يتقبل حسناتكم ويغفر لكم ذنوبكم : أي يمحو سيئاتكم ومن يطع الله ورسوله : أي بامتثال الأوامر واجتناب الزواجر فقد فاز فوزا عظيما : أي ظفر خيرا كثيرا وأدرك ملكا كبيرا .
وقد استدل بحديث ابن مسعود هذا على مشروعية الخطبة عند عقد النكاح وعند كل حاجة . قال الترمذي في سننه : وقد قال أهل العلم إن النكاح جائز بغير خطبة ، وهو قول nindex.php?page=showalam&ids=16004سفيان الثوري وغيره من أهل العلم انتهى . ويدل على الجواز حديث إسماعيل بن إبراهيم الآتي فيكون على هذا الخطبة في النكاح مندوبة .
قال المنذري : وأخرجه الترمذي nindex.php?page=showalam&ids=15397والنسائي nindex.php?page=showalam&ids=13478وابن ماجه ، وقال الترمذي حديث حسن . ومنهم من أخرجه عن أبي الأحوص وحده ، ومنهم من أخرجه عنهما . انتهى .
وزاد ابن ماجه بعد قوله أن الحمد لله لفظة نحمده وبعد قوله من شرور أنفسنا لفظة ومن سيئات أعمالنا . وزاد الدارمي بعد قوله عظيما ثم يتكلم بحاجته . ( عن أبي عياض ) : اسمه عمرو بن الأسد العنسي بنون أو الهمداني أحد زهاد الشام مخضرم ثقة عابد من كبار التابعين ، مات في خلافة معاوية ( كان إذا تشهد ) : أي خطب ( ذكر نحوه ) : أي نحو الحديث المذكور ( أرسله بالحق ) : أي بالهدى ( بشيرا ) : من أجاب إليه ( ونذيرا ) : من لم يجب إليه ( بين يدي الساعة ) : أي قدامها .
قال المنذري : في إسناده nindex.php?page=showalam&ids=16687عمران بن داود القطان ، وفيه مقال .