( لو أن أحدكم إذا أراد أن يأتي أهله ) : أي يجامع امرأته أو سريته ، ولو هذه يجوز أن تكون للتمني على حد فلو أن لنا كرة والمعنى أنه - صلى الله عليه وسلم - تمنى لهم ذلك الخير يفعلونه لتحصل لهم السعادة ، وحينئذ فيجيء فيه الخلاف المشهور هل يحتاج إلى جواب أو لا وبالثاني قال ابن الصائغ وابن هشام ويجوز أن تكون شرطية والجواب محذوف والتقدير لسلم من الشيطان أو نحو ذلك .
( قال بسم الله ) : أي مستعينا بالله وبذكر اسمه ( اللهم جنبنا ) : أي بعدنا ( وجنب الشيطان ما رزقتنا ) : أي حينئذ من الولد وهو مفعول ثان لجنب ، وأطلق ما على من يعقل لأنها بمعنى شيء كقوله والله أعلم بما وضعت ( ثم قدر ) : وفي بعض النسخ ثم إن قدر ( أن يكون بينهما ولد في ذلك ) : أي الإتيان ( لم يضره شيطان أبدا ) : اختلف في الضرر المنفي بعد الاتفاق على عدم الحمل على العموم في أنواع الضرر وإن كان ظاهرا في الحمل على عموم الأحوال من صيغة النفي مع التأبيد ، وذلك لما ثبت في الحديث من أن : nindex.php?page=hadith&LINKID=758118كل ابن آدم يطعن الشيطان في بطنه حين يولد إلا مريم وابنها فإن هذا الطعن نوع ضرر في الجملة ، مع أن ذلك سبب صراخه ، فقيل المعنى لم يسلط عليه من أجل بركة التسمية بل يكون من جملة العباد الذين قيل فيهم إن عبادي ليس لك عليهم سلطان . [ ص: 157 ] وقيل المراد لم يصرعه ، وقيل لم يضره في بدنه . وقال ابن دقيق العيد : يحتمل أن يضره في دينه أيضا ولكن يبعده انتفاء العصمة . وتعقب بأن اختصاص من خص بالعصمة بطريق الوجوب لا بطريق الجواز فلا مانع أن يوجد من لا يصدر منه معصية عمدا وإن لم يكن ذلك واجبا له . وقال الداودي : معنى لم يضره أي لم يفتنه عن دينه إلى الكفر وليس المراد عصمته منه عن المعصية .