( أن اليهود ) : جمع يهودي كروم ورومي وأصله اليهوديين ثم حذف ياء النسبة كذا قيل وفيه تأمل ، والظاهر أن اليهود قبيلة سميت باسم جدها يهودا أخي يوسف الصديق واليهودي منسوب إليهم بمعنى واحد منهم ( ولم يؤاكلوها ) : بالهمز ويبدل واوا .
وقيل : إنه لغة ( ولم يجامعوها في البيت ) : أي لم يخالطوهن ولم يساكنوهن في بيت واحد ( عن ذلك ) : أي عن فعل يهود المذكور ويسألونك عن المحيض : أي الحيض ماذا يفعل بالنساء فيه قل هو أذى : أي قذر فاعتزلوا النساء : أي اتركوا وطأهن في المحيض : [ ص: 164 ] أي وقته أو مكانه . قال في الأزهار المحيض الأول في الآية هو الدم بالاتفاق لقوله تعالى قل هو أذى وفي الثاني ثلاثة أقوال أحدها الدم كالأول ، والثاني زمان الحيض ، والثالث مكانه وهو الفرج ، وهو قول جمهور المفسرين وأزواج النبي - صلى الله عليه وسلم - .
ثم الأذى ما يتأذى به الإنسان ، قيل سمي بذلك لأن له لونا كريها ورائحة منتنة ونجاسة مؤذية مانعة عن العبادة كذا في المرقاة ( فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ) : أي مبينا للاعتزال المذكور في الآية بقصره على بعض أفراده ( جامعوهن ) : أي ساكنوهن ( واصنعوا كل شيء ) : من المؤاكلة والمشاربة والملامسة والمضاجعة ( غير النكاح ) : أي الجماع ، وهذا تفسير للآية ، وبيان لقوله : فاعتزلوا ، فإن الاعتزال شامل للمجانبة عن المؤاكلة والمضاجعة ( هذا الرجل ) : يعنون النبي - صلى الله عليه وسلم - ، وعبروا لإنكارهم النبوة ( أن يدع ) : أي يترك ( من أمرنا ) : أي من أمور ديننا ( إلا خالفنا ) : بفتح الفاء أي لا يترك أمرا من أمورنا إلا مقرونا بالمخالفة كقوله تعالى : لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها ( فجاء nindex.php?page=showalam&ids=14493أسيد بن حضير ) : بالتصغير فيهما أنصاري أوسي أسلم قبل nindex.php?page=showalam&ids=307سعد بن معاذ على يد nindex.php?page=showalam&ids=104مصعب بن عمير وكان ممن شهد العقبة الثانية ، وشهد بدرا وما بعدها من المشاهد ( nindex.php?page=showalam&ids=4582وعباد بن بشر ) : هو من بني عبد الأشهل من الأنصار أسلم بالمدينة على يد مصعب أيضا قبل nindex.php?page=showalam&ids=307سعد بن معاذ وشهد بدرا وأحدا والمشاهد كلها ( أفلا ننكحهن ) : أي أفلا نجامعهن كما في رواية مسلم ( فتمعر ) : أي فتغير ( أن قد وجد عليهما ) : أي غضب ( فخرجا ) : خوفا من الزيادة في التغير أو الغضب ( فاستقبلهما هدية ) : وفي بعض النسخ فاستقبلتهما أي استقبل الرجلين شخص معه هدية يهديها إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - والإسناد مجازي ( من لبن ) : من بيانية ( فبعث في آثارهما ) : جمع أثر بفتحتين أي أرسل النبي - صلى الله عليه وسلم - عقبهما أحدا فناداهما فجاءاه .
وزاد في رواية مسلم : فسقاهما ( فظننا أنه لم يجد عليهما ) : أي لم يغضب .
[ ص: 165 ] قال nindex.php?page=showalam&ids=14228الخطابي : معناه علمنا وذلك لأنه لا يدعوهما إلى مجالسته ومؤاكلته إلا وهو راض عنهما . والظن يكون بمعنيين أحدهما بمعنى الحسبان والآخر بمعنى اليقين ، فكان اللفظ الأول منصرفا إلى الحسبان ، والآخر إلى العلم وزوال الشك . انتهى .
وممن ذهب إلى الجواز عكرمة ومجاهد nindex.php?page=showalam&ids=14577والشعبي والنخعي والحكم nindex.php?page=showalam&ids=16004والثوري nindex.php?page=showalam&ids=13760والأوزاعي nindex.php?page=showalam&ids=12251وأحمد بن حنبل ومحمد بن الحسن وأصبغ nindex.php?page=showalam&ids=12418وإسحاق بن راهويه nindex.php?page=showalam&ids=11956وأبو ثور وابن المنذر وداود ، وذهب مالك nindex.php?page=showalam&ids=11990وأبو حنيفة إلى أن المباشرة فيما بين السرة والركبة حرام وهو قول أكثر العلماء منهم nindex.php?page=showalam&ids=15990سعيد بن المسيب وشريح nindex.php?page=showalam&ids=16248وطاوس nindex.php?page=showalam&ids=16568وعطاء nindex.php?page=showalam&ids=16049وسليمان بن يسار وقتادة .
وفيها لأصحاب nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي ثلاثة وجوه الأشهر منها التحريم ، والثاني عدم التحريم مع الكراهة ، والثالث إن كان المباشر يضبط نفسه عن الفرج إما لشدة ورع أو لضعف شهوة جاز وإلا لم يجز .
قال المنذري : وأخرجه مسلم nindex.php?page=showalam&ids=13948والترمذي nindex.php?page=showalam&ids=15397والنسائي nindex.php?page=showalam&ids=13478وابن ماجه .