( به ) أي بالإمام ( في العهود ) والميثاق والصلح والأمان .
وفي بعض النسخ : باب يستجن بالإمام في العهود .
قال ( الراغب ) أصل الجن الستر عن الحاسة انتهى .
وفي لسان العرب : جن الشيء يجنه جنا ستره ، وكل شيء ستر عنك فقد جن عنك ، وأجنه ستره ، وبه سمي الجن لاستتارهم واختفائهم عن الأبصار ، ومنه سمي الجنين لاستتاره في بطن أمه ، واستجن فلان إذا استتر بشيء انتهى .
والمعنى أن الإمام يستتر به وأنه محل العصمة والوقاية للرعية ، فالإمام كالمجن والترس ، فإن من استتر بالترس فقد وقى نفسه من [ ص: 346 ] أذية العدو فكذا الإمام يستتر به في العهود والميثاق والصلح والأمان فالإمام إذا عقد العهد وصالح بين المسلمين وبين غير أهل الإسلام إلى مدة ، فالمسلمون يسيرون ويمرون في بلاد أهل الشرك ولا يتعرض لهم مخالفوهم بأذية ولا فساد في أنفسهم وأموالهم لأجل هذا الصلح ، وكذا يسيرون أهل الشرك في بلاد الإسلام من غير خوف على أنفسهم وأموالهم ، فالستر والمنع عن الأذى والفساد لا يحصل إلا بعهد وأمانالإمام والله أعلم .
كذا في الشرح .
( إنما الإمام جنة ) بضم الجيم .
قال النووي : أي كالساتر لأنه يمنع العدو من أذى المسلمين ، ويمنع الناس بعضهم من بعض ، ويحمي بيضة الإسلام انتهى . قال nindex.php?page=showalam&ids=14228الخطابي : معناه أن الإمام هو الذي يعقد العهد والهدنة بين المسلمين وبين أهل الشرك ، فإذا رأى ذلك صلاحا لهم وهادنهم فقد وجب على المسلمين أن يجيزوا أمانه لهم .
قال المنذري : وأخرجه nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري ومسلم nindex.php?page=showalam&ids=15397والنسائي .
( ألقي ) : بصيغة المجهول أي أوقع ( لا أخيس ) : بكسر الخاء المعجمة بعدها تحتية أي لا أنقض العهد ، من خاس الشيء في الوعاء إذا فسد ( ولا أحبس ) : بالحاء المهملة والموحدة ( البرد ) : بضمتين ، وقيل بسكون الراء جمع بريد وهو الرسول .
قال nindex.php?page=showalam&ids=14228الخطابي : يشبه أن يكون المعنى في ذلك أن الرسالة تقتضي جوابا والجواب لا يصل إلى المرسل إلا مع الرسول بعد انصرافه ، فصار كأنه عقد له العقد مدة مجيئه ورجوعه .
قال وفي قوله لا أخيس بالعهد أن العهد يراعى مع الكافر كما يراعى مع المسلم ، وأن الكافر إذا عقد لك عقد أمان فقد وجب عليك أن تؤمنه ولا تغتاله في دم ولا مال ولا منفعة انتهى ( فإن كان ) : أي [ ص: 347 ] ثبت ( في نفسك ) : أي في مستقبل الزمان ( الذي في نفسك الآن ) : يعني الإسلام ( فارجع ) : أي من الكفار إلينا ( قال nindex.php?page=showalam&ids=15562بكير ) : هو ابن الأشج ( وأخبرني ) : أي الحسن بن علي ( قبطيا ) : أي عبدا قبطيا ( واليوم لا يصلح ) : أي لا يصلح نسبته إلى الرق تعظيما لشأن الصحابة رضي الله عنهم .
كذا في بعض الحواشي ، وهذا ليس بشيء والصحيح ما قاله الشيخ ابن تيمية في المنتقى معناه والله أعلم أنه كان في المرة التي شرط لهم فيها أن يرد من جاءه منهم مسلما انتهى .