( اتقوا اللاعنين ) : قال الحافظ nindex.php?page=showalam&ids=14228الخطابي : يريد الأمرين الجالبين للعن [ ص: 43 ] الحاملين للناس عليه والداعيين إليه ، وذلك أن من فعلهما لعن وشتم ، يعني عادة الناس لعنه فلما صارا سببا لذلك أضيف إليهما الفعل فكانا كأنهما اللاعنان ، يعني أسند اللعن إليهما على طريق المجاز العقلي ، وقد يكون اللاعن أيضا بمعنى الملعون ، فاعل بمعنى مفعول كما قالوا سر كاتم أي مكتوم . انتهى .
فعلى هذا يكون التقدير اتقوا الأمرين الملعون فاعلهما ( الذي يتخلى في طريق الناس ) : أي يتغوط أو يبول في موضع يمر به الناس .
قال في التوسط شرح سنن أبي داود : المراد بالتخلي التفرد لقضاء الحاجة غائطا أو بولا ، فإن التنجس والاستقذار موجود فيهما .
فلا يصح تفسير النووي بالتغوط ، ولو سلم فالبول يلحق به قياسا .
والمراد بالطريق الطريق المسلوك لا المهجور الذي لا يسلك إلا نادرا ( أو ظلهم ) : أي مستظل الناس الذي اتخذوه مقيلا ومنزلا ينزلونه ويقعدون فيه ، وليس كل ظل يحرم القعود للحاجة تحته ، فقد قعد النبي صلى الله عليه وسلم لحاجته تحت حائش من النخل وللحائش لا محالة ظل .