( عن أبيه ) : أي nindex.php?page=showalam&ids=37سعد بن أبي وقاص ( مرض ) : أي سعد ( مرضا أشفى فيه ) : وفي رواية الشيخين مرضت مرضا أشفيت على الموت . قال النووي : معنى أشفيت على الموت أي قاربته وأشرفت عليه ( فعاده ) : من العيادة إلا ابنتي أي لا يرثني من الولد وخواص الورثة إلا ابنتي ، وإلا فقد كان له عصبة . وقيل معناه لا يرثني من أصحاب الفروض . قاله النووي ( فبالشطر ) : أي فأتصدق بالنصف ( قال الثلث ) : يجوز نصبه ورفعه ، أما النصب فعلى الإغراء أو على تقدير افعل أي اعط الثلث ، وأما الرفع فعلى أنه فاعل أي يكفيك [ ص: 53 ] الثلث . قاله النووي ( والثلث كثير ) : مبتدأ وخبر . قال الحافظ : يحتمل أن يكون هذا مسوقا لبيان الجواز بالثلث وأن الأولى أن ينقص عنه ولا يزيد عليه وهو ما يبتدره الفهم ، ويحتمل أن يكون لبيان أن التصدق بالثلث هو الأكمل أي كثير أجره ، ويحتمل أن يكون معناه كثير غير قليل . قال الشافعي رحمه الله : وهذا أولى معانيه ، يعني أن الكثرة أمر نسبي وعلى الأول عول ابن عباس رضي الله عنهما انتهى
( إنك ) : استئناف تعليل ( إن تترك ) : بفتح الهمزة أي تترك أولادك أغنياء خير ، والجملة بأسرها خبر إنك وبكسرها على الشرطية وجزاء الشرط قوله خير على تقدير فهو خير وحذف الفاء من الجزاء سائغ شائع غير مختص بالضرورة .
قاله القسطلاني ( من أن تدعهم ) : أي تتركهم ( عالة ) : أي فقراء جمع عائل ( يتكففون الناس ) : أي يسألونهم بالأكف بأن يبسطوها للسؤال ( إلا أجرت ) : بصيغة المجهول أي بصوت مأجورا ( فيها ) : وفي بعض النسخ بها والتفسير للنفقة ( حتى اللقمة ) : بالنصب عطفا على نفقة ويجوز الرفع على أنه مبتدأ وتدفعها الخبر قاله الحافظ . وجوز القسطلاني الجر على أن حتى جارة ( إلى في امرأتك ) : أي إلى فمها ، والمعنى أن المنفق لابتغاء رضاه تعالى يؤجر وإن كان محل الإنفاق محل الشهوة وحظ النفس لأن الأعمال بالنيات ( أتخلف عن هجرتي ) : أي أبقى بسبب المرض خلفا بمكة ، قاله تحسرا وكانوا يكرهون المقام بمكة بعد ما هاجروا منها وتركوها لله ( إنك إن تخلف بعدي فتعمل عملا صالحا إلخ ) : يعني أن كونك مخلفا لا يضرك مع العمل الصالح ( لعلك إن تخلف ) : وفي بعض النسخ لن تخلف أي بأن يطول عمرك ( حتى ينتفع بك أقوام ) : أي من المسلمين بالغنائم مما سيفتح الله على يديك من بلاد الشرك ( ويضر ) : مبني على المفعول ( بك آخرون ) : من المشركين الذين يهلكون على يديك ، وقد وقع ذلك الذي ترجى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فشفي سعد من ذلك المرض وطال عمره حتى انتفع به أقوام من المسلمين ، واستضر به آخرون من الكفار حتى مات سنة [ ص: 54 ] خمسين على المشهور وقيل غير ذلك ( اللهم أمض لأصحابي هجرتهم ) : أي تممها لهم ولا تنقصها ( لكن البائس سعد بن خولة ) : البائس من أصابه بؤس أي ضر ، وهو يصلح للذم والترحم ، قيل إنه لم يهاجر من مكة حتى مات بها فهو ذم والأكثر أنه هاجر ومات بها في حجة الوداع فهو ترحم ( يرثي له ) : من رثيت الميت مرثية إذا عددت محاسنه ورثأت بالهمزة لغة فيه . فإن قيل nindex.php?page=hadith&LINKID=753305نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن المراثي كما رواه أحمد nindex.php?page=showalam&ids=13478وابن ماجه وصححه nindex.php?page=showalam&ids=14070الحاكم ، فإذا نهي عنه كيف يفعله ؟ فالجواب أن المرثية المنهي عنها ما فيه مدح الميت وذكر محاسنه الباعث على تهييج الحزن وتجديد اللوعة أو فعلها مع الاجتماع لها أو على الإكثار منها دون ما عدا ذلك ، والمراد هنا توجعه عليه السلام وتحزنه على سعد لكونه مات بمكة بعد الهجرة منها ولا مدح الميت لتهييج الحزن كذا ذكره القسطلاني ( أن مات بمكة ) : بفتح الهمزة أي لأجل موته بأرض هاجر منها وكان يكره موته بها فلم يعط ما تمنى . قال ابن بطال : وأن قوله يرثي له فهو من كلام الزهري تفسير لقوله صلى الله عليه وسلم لكن البائس إلخ ، أي رثى له حين مات بمكة وكان يهوى أن يموت بغيرها .