( مروا ) : أي الناس ( فأثنوا عليها ) : أي ذكروها بأوصاف حميدة ( خيرا ) : تأكيدا ودفعا لما يتوهم من على ( فقال ) : النبي صلى الله عليه وسلم ( وجبت ) : أي الجنة ، والمراد بالوجوب [ ص: 44 ] الثبوت إذ هو في صحة الوقوع كالشيء الواجب ، والأصل أنه لا يجب على الله شيء بل الثواب فضله والعقاب عدله ( فأثنوا شرا ) : قال الطيبي : استعمال الثناء في الشر مشاكلة أو تهكم انتهى .
ويمكن أن يكون أثنوا في الموضعين بمعنى وصفوا فيحتاج حينئذ إلى القيد . ففي القاموس : الثناء وصف بمدح أو ذم أو خاص بالمدح . قاله القاري ( فقال وجبت ) : أي النار أو العقوبة وحاصل المعنى أن ثناءهم عليه بالخير يدل على أن أفعاله كانت خيرا وجبت له الجنة ، وثناءهم عليه بالشر يدل على أفعاله كانت شرا فوجبت له النار ( إن بعضكم على بعض شهيد ) : أي المخاطبون بذلك من الصحابة ومن كان على صفتهم من الإيمان وحكى ابن التين : أن ذلك مخصوص بالصحابة لأنهم كانوا ينطقون بالحكمة بخلاف من بعدهم ، ثم قال : والصواب أن ذلك يختص بالمتقيات والمتقين . قاله في الفتح .
قال المنذري : والحديث أخرجه nindex.php?page=showalam&ids=15397النسائي ، وقد أخرجه nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري ومسلم nindex.php?page=showalam&ids=13478وابن ماجه من حديث ثابت البناني عن أنس .