( إن أعظم الذنوب عند الله ) قال العلقمي : أي من أعظمها فحذف " من " وهي [ ص: 150 ] مرادة ، كما يقال : أعقل الناس ويراد أنه من أعقلهم ( أن يلقاه ) خبر إن . قال المناوي : أي أن يلقى الله متلبسا بها مصرا عليها ، وهو إما ظرف أو حال انتهى . أي في حال لقيه بها ( بها ) أي بأعظم الذنوب ( عبد ) فاعل يلقى ( بعد الكبائر التي نهى الله عنها ) بمنزلة الاستثناء من أعظم الذنوب ( أن يموت رجل ) بدل من أن يلقاه ، فإن لقاء العبد ربه إنما هو بعد الموت ، ولأنك إذا قلت : إن أعظم الذنوب عند الله موت الرجل ( وعليه دين ) استقام و " رجل " مظهر ، أقيم مقام ضمير العبد . قال الطيبي رحمه الله : فإن قلت : قد سبق أن حقوق الله مبناها على المساهلة وليس كذلك حقوق الآدميين في قوله nindex.php?page=hadith&LINKID=753587يغفر للشهيد كل ذنب إلا الدين وهاهنا جعله دون الكبائر فما وجه التوفيق قلت : قد وجهناه أنه على سبيل المبالغة تحذيرا وتوقيا عن الدين ، وهذا مجرى على ظاهره انتهى ( لا يدع له قضاء ) صفة لدين أي لا يترك لذلك الدين مالا يقضي به .
قال المظهر : فعل الكبائر عصيان الله تعالى ، وأخذ الدين ليس بعصيان بل الاقتراض والتزام الدين جائز ، وإنما شدد رسول الله صلى الله عليه وسلم على من مات وعليه دين ولم يترك ما يقضي دينه كيلا تضيع حقوق الناس انتهى . كذا في المرقاة .
قال العزيزي : هذا محمول على ما إذا قصر في الوفاء أو استدان لمعصية انتهى . والحديث سكت عنه المنذري .