قال في المجمع : الغش ضد النصح من الغشش وهو المشرب الكدر .
( فأوحي ) بصيغة المجهول ( فيه ) أي في الطعام ( فإذا هو مبلول ) أي أصابته بلة ( ليس منا من غش ) [ ص: 252 ] : قال nindex.php?page=showalam&ids=14228الخطابي : معناه ليس على سيرتنا ومذهبنا ، يريد أن من غش أخاه وترك مناصحته فإنه قد ترك اتباعي والتمسك بسنتي . وقد ذهب بعضهم إلى أنه أراد بذلك نفيه عن الإسلام ، وليس هذا التأويل بصحيح ، وإنما وجهه ما ذكرت لك ، وهذا كما يقول الرجل لصاحبه : أنا منك وإليك ، يريد بذلك المتابعة والموافقة ، ويشهد لذلك قوله تعالى فمن تبعني فإنه مني ومن عصاني فإنك غفور رحيم انتهى . والحديث دليل على تحريم الغش وهو مجمع عليه .
قال المنذري : وأخرجه مسلم nindex.php?page=showalam&ids=13948والترمذي nindex.php?page=showalam&ids=13478وابن ماجه بنحوه . ( قال كان سفيان يكره هذا التفسير إلخ ) قال النووي في شرح قوله صلى الله عليه وسلم : ليس مني ( كذا بالإفراد في رواية مسلم ) معناه ليس ممن اهتدى بهديي واقتدى بعلمي وعملي وحسن طريقتي ، كما يقول الرجل لولده إذا لم يرض فعله : لست مني ، قال : وكان سفيان بن عيينة يكره تفسير مثل هذا ، ويقول : بئس هذا القول ، بل يمسك عن تأويله ليكون أوقع في النفوس وأبلغ في الزجر انتهى .