( حدثني عدي بن عميرة ) : بفتح العين ( الكندي ) : بكسر الكاف ( من عمل ) : بضم فتشديد ميم أي جعل عاملا ( فكتمنا منه ) : أي دس عنا من حاصل عمله ( مخيطا ) : بكسر فسكون أي إبرة ( فما فوقه ) : أي في القلة أو الكثرة أو الصغر أو الكبر . قال الطيبي : الفاء للتعقيب الذي يفيد الترقي أي فما فوق المخيط في الحقارة ، نحو قوله تعالى [ ص: 394 ] إن الله لا يستحيي أن يضرب مثلا ما بعوضة فما فوقها ( فهو ) : أي المخيط وما فوقه ( غل ) : بضم الغين ، أي طوق من حديد .
ويحتمل أنه بصيغة الماضي . فمعنى غل أي خان ، يقال غل الرجل غلولا خان ، وقيل هو خاص بالفيء أي المغنم ، فالمعنى : أن من كتم من عمله بقدر المخيط فقد خان .
وفي المشكاة : فهو غال أي العامل الكاتم غال ( فقام رجل من الأنصار ) : أي خوفا على نفسه من الهلاك ( أسود ) : صفة رجل ( اقبل ) : بفتح الموحدة ( عني عملك ) : أي أقلني منه ( قال وما ذلك ) : إشارة إلى ما في الذهن أي ما الذي حملك على هذا القول ( قال سمعتك تقول كذا وكذا وكذا ) : أي في الوعيد على العمل ( وأنا أقول ذلك ) : أي ما سبق من القول ( فما أوتي منه ) : أعطي من ذلك العمل ( وما نهي عنه انتهى ) : أي وما منع من أخذه امتنع عنه ، هو تأكيد لما قبله . قال الطيبي : قوله من استعملناه إلخ تكرير للمعنى ومزيد للبيان ، يعني أنا أقول ذلك ولا أرجع عنه ، فمن استطاع أن يعمل فليعمل ، ومن لم يستطع فليترك انتهى .
قال في النيل : والظاهر أن الهدايا التي تهدى للقضاة ، ونحوهم هي من الرشوة ، لأن المهدي إذا لم يكن معتادا للإهداء إلى القاضي قبل ولايته لا يهدي إليه إلا لغرض ، وهو إما التقوي به على باطله ، أو التوصل بهديته له إلى حقه والكل حرام . وقد ذكر صاحب النيل بعد ذلك كلاما حسنا .
والحديث سكت عنه المنذري . وفي المشكاة : رواه مسلم وأبو داود واللفظ له .