( أن عمه حدثه ) قال ابن سعد في الطبقات : لم يسم لنا أخو خزيمة بن ثابت [ ص: 21 ] الذي روى هذا الحديث وكان له أخوان يقال لأحدهما وحوح والآخر عبد الله ( ابتاع ) أي : اشترى فرسا من أعرابي اسمه سواء بن قيس المحاربي ، واسم الفرس المرتجز .
قال ابن سعد : أخبرنا محمد بن عمر سألت محمد بن يحيى بن سهل بن أبي حثمة عن المرتجز فقال : هو الفرس الذي اشتراه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من الأعرابي الذي شهد فيه خزيمة بن ثابت ، وكان الأعرابي من بني مرة ( فاستتبعه ) أي : طلب منه أن يتبعه ( فطفق ) أي : أخذ . ( فيساومونه بالفرس ) زاد ابن سعد في الطبقات : حتى زاد بعضهم الأعرابي في السوم على ثمن الفرس الذي ابتاعه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، فلما زاده فنادى الأعرابي كذا في مرقاة الصعود ( فقال إن كنت مبتاعا هذا الفرس ) أي : فاشتره ( أوليس قد ابتعته منك ) بفتح الواو بعد الهمزة أي : أتقول هكذا وليس إلخ ، فالمعطوف عليه محذوف .
وعند ابن سعد : فقال له الأعرابي لا والله ما بعتك ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بل قد ابتعته منك ، فطفق الناس يلوذون برسول الله - صلى الله عليه وسلم - وبالأعرابي وهما يتراجعان ويقول : هلم شهيدا فمن جاء من المسلمين قال للأعرابي : ويلك إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لم يكن ليقول إلا حقا ، فقال [ ص: 22 ] له خزيمة : أنا أشهد أنك قد بايعته ( فقال بم تشهد ) زاد ابن سعد ولم تكن معنا ( فقال بتصديقك يا رسول الله ) زاد ابن سعد : أنا أصدقك بخبر السماء ولا أصدقك بما تقول؟! وفي لفظ قال : أعلم أنك لا تقول إلا حقا قد آمناك على أفضل من ذلك على ديننا ( فجعل النبي - صلى الله عليه وسلم - شهادة خزيمة بشهادة رجلين ) .
قال العلامة السيوطي : قد حصل لذلك تأثير ديني مهم وقع بعد وفاته - صلى الله عليه وسلم - وذلك فيما روى ابن أبي شيبة في المصاحف عن الليث بن سعد قال : أول من جمع القرآن أبو بكر وكتبه nindex.php?page=showalam&ids=47زيد بن ثابت ، وكان الناس يأتون nindex.php?page=showalam&ids=47زيد بن ثابت فكان لا يكتب آية إلا بشاهدي عدل ، وإن آخر سورة براءة لم توجد إلا مع خزيمة بن ثابت فقال اكتبوها فإن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - جعل شهادته بشهادة رجلين فكتب ، وإن nindex.php?page=showalam&ids=2عمر أتى بآية الرجم فلم يكتبها لأنه كان وحده انتهى .
وقال nindex.php?page=showalam&ids=14228الخطابي : هذا حديث يضعه كثير من الناس غير موضعه ، وقد تذرع به قوم من أهل البدع إلى استحلال الشهادة لمن عرف عنده بالصدق على كل شيء ادعاه ، وإنما وجه الحديث ومعناه أن النبي - صلى الله عليه وسلم - إنما حكم على الأعرابي بعلمه إذ كان النبي - صلى الله عليه وسلم - صادقا بارا في قوله ، وجرت شهادة خزيمة في ذلك مجرى التوكيد لقوله والاستظهار بها على خصمه ، فصارت في التقدير شهادته له وتصديقه إياه على قوله كشهادة رجلين في سائر القضايا انتهى .
قلت : شهادة خزيمة قد جعلها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بشهادتين دون غيره ممن هو أفضل منه ، وهذا لمخصص اقتضاه وهو مبادرته دون من حضره من الصحابة إلى الشهادة لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، وقد قبل الخلفاء الراشدون شهادته وحده وهي خاصة له .
قال المنذري : وأخرجه nindex.php?page=showalam&ids=15397النسائي . وهذا الأعرابي هو ابن الحارث ، وقيل : سواء بن [ ص: 23 ] قيس المحاربي ذكره غير واحد في الصحابة ، وقيل : إنه جحد البيع بأمر بعض المنافقين ، وقيل : إن هذا الفرس هو المرتجز المذكور في أفراس رسول الله - صلى الله عليه وسلم - انتهى كلام المنذري .
قال في القاموس في باب الزاي وفصل الراء : المرتجز ابن الملاءة فرس للنبي - صلى الله عليه وسلم - سمي به لحسن صهيله اشتراه من سواء بن الحارث بن ظالم .