[ ص: 57 ] قال في الفتح : والمراد بالعلم العلم الشرعي الذي يفيد ما يجب على المكلف من أمر دينه في عباداته ومعاملاته ، والعلم بالله وصفاته وما يجب له من القيام بأمره وتنزيهه عن النقائص ، ومدار ذلك على التفسير والحديث والفقه .
( عن كثير بن قيس ) الشامي ضعيف من الثالثة ، ووهم ابن قانع فأورده في الصحابة كذا في التقريب ( دمشق ) بكسر الدال وفتح الميم ويكسر أي : الشام ( فجاءه ) أي : أبا الدرداء ( رجل ) أي : من طلبة العلم ( لحديث ) أي : لأجل تحصيل حديث ( ما جئت ) إلى الشام ( لحاجة ) أخرى غير أن أسمعت الحديث ، ثم تحديث nindex.php?page=showalam&ids=4أبي الدرداء بما حدثه يحتمل أن يكون مطلوب الرجل بعينه ، أو يكون بيانا أن سعيه مشكور عند الله ولم يذكر هنا ما هو مطلوبه ، والأول أغرب والثاني أقرب ( قال ) أبو الدرداء ( من سلك ) أي : دخل أو مشى ( يطلب فيه ) أي : في ذلك الطريق ، أو في ذلك المسلك أو في سلوكه ( سلك الله به ) الضمير المجرور عائد إلى من والباء للتعدية أي : جعله سالكا ووفقه أن يسلك طريق الجنة وقيل : عائد [ ص: 58 ] إلى العلم والباء للسببية وسلك بمعنى سهل والعائد إلى من محذوف ، والمعنى سهل الله له بسبب العلم ( طريقا ) فعلى الأول سلك من السلوك ، وعلى الثاني من السلك والمفعول محذوف ( رضى ) حال أو مفعول له على معنى إرادة رضي ليكون فعلا لفاعل الفعل المعلل ، قاله القاري ( لطالب العلم ) اللام متعلق برضى ، وقل التقدير لأجل الرضى الواصل منها إليه أو لأجل إرضائها لطالب العلم بما يصنع من حيازة الوراثة العظمى وسلوك السنن الأسنى .
قال زين العرب وغيره : قيل معناه أنها تتواضع لطالبه توقيرا لعلمه كقوله تعالى : واخفض لهما جناح الذل من الرحمة أي : تواضع لهما ، أو المراد الكف عن الطيران والنزول للذكر ، أو معناه المعونة وتيسير المؤنة بالسعي في طلبه أو المراد تليين الجانب والانقياد والفيء عليه بالرحمة والانعطاف ، أو المراد حقيقته وإن لم تشاهد وهي فرش الجناح وبسطها لطالب العلم لتحمله عليها وتبلغه مقعده من البلاد ، قاله القاري .
( وإن العالم ليستغفر له ) قال nindex.php?page=showalam&ids=14228الخطابي : إن الله - سبحانه - قد قيض للحيتان وغيرها من أنواع الحيوان العلم على ألسنة العلماء أنواعا من المنافع والمصالح والأرزاق ، فهم الذين بينوا الحكم فيما يحل ويحرم منها وأرشدوا إلى المصلحة في بابها وأوصوا بالإحسان إليها ونفي الضرر عنها فألهمها الله الاستغفار للعلماء مجازاة على حسن صنيعهم بها وشفقتهم عليها ( والحيتان ) جمع الحوت ( ليلة البدر ) أي : ليلة الرابع عشر ( لم يورثوا ) بتشديد الراء من التوريث ( ورثوا العلم ) لإظهار الإسلام ونشر الأحكام ( فمن أخذه ) أي : أخذ العلم من ميراث النبوة ( أخذ بحظ ) أي : بنصيب ( وافر ) كثير كامل .
قال المنذري : والحديث أخرجه ابن ماجه وأخرجه الترمذي وقال فيه عن قيس بن كثير قال : " قدم رجل من المدينة على nindex.php?page=showalam&ids=4أبي الدرداء " فذكره وقال ولا نعرف هذا الحديث إلا من حديث عاصم بن رجاء بن حيوة وليس إسناده عندي بمتصل وذكر أن الأول أصح هذا آخر كلامه .
[ ص: 59 ] وقد اختلف في هذا الحديث اختلافا كثيرا ، فقيل فيه كثير بن قيس ، وقيل : قيس بن كثير بن قيس ذكر أنه جاءه رجل من أهل مدينة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، وفي بعضها عن كثير بن قيس قال أتيت أبا الدرداء وهو جالس في مسجد دمشق ، فقلت : يا أبا الدرداء ، إني جئتك من مدينة الرسول - صلى الله عليه وسلم - في حديث بلغني عنك . وفي بعضها جاءه رجل من أهل المدينة وهو بمصر ، ومنهم من أثبت في إسناده داود بن جميل ، ومنهم من أسقطه ، وروي عن كثير بن قيس عن nindex.php?page=showalam&ids=17361يزيد بن سمرة عن nindex.php?page=showalam&ids=4أبي الدرداء ، وروى nindex.php?page=showalam&ids=17361يزيد بن سمرة وغيره من أهل العلم عن كثير بن قيس قال أقبل رجل من أهل المدينة إلى nindex.php?page=showalam&ids=4أبي الدرداء وذكر ابن سميع في الطبقة الثانية من تابعي أهل الشام وقال كثير بن قيس أمره ضعيف أثبته nindex.php?page=showalam&ids=15863أبو سعيد يعني دحيما ، انتهى كلام المنذري . ( شبيب بن شيبة ) شبيب بالشين المعجمة ثم الباء الموحدة . كذا في كتب الرجال وقال في التقريب : شبيب بن شيبة شامي مجهول ، وقيل : الصواب شعيب بن رزيق ، انتهى .
وقال المزي : أخرج أبو داود في العلم عن محمد بن الوزير عن الوليد قال : لقيت شبيب بن شيبة فحدثني به عن عثمان بن أبي سودة .
قال المزي : ورواه عمرو بن عثمان الحمصي عن nindex.php?page=showalam&ids=15500الوليد بن مسلم عن شعيب بن رزيق عن عثمان بن أبي سودة ، انتهى ( فحدثني به ) أي : بالحديث المذكور .