( فقال ) جابر ( بالهاجرة ) قال الحافظ في الفتح : الهجير والهاجرة بمعنى وهو وقت شدة الحر انتهى . ومقتضى ذلك أنه كان يصلي الظهر في أول وقتها والمراد بها نصف النهار بعد الزوال ، سميت بها لأن الهجرة هي الترك ، والناس يتركون التصرف حينئذ لشدة الحر لأجل القيلولة وغيرها . قال الحافظ : ظاهره يعارض حديث الإيراد لأن قوله كان يفعل . يشعر بالكثرة والدوام عرفا . قاله ابن دقيق العيد ويجمع بين الحديثين بأن يكون أطلق الهاجرة على الوقت بعد الزوال مطلقا ، لأن الإبراد مقيدا بحال شدة الحر وغير ذلك ، فإن وجدت شروط الإبراد أبرد وإلا عجل . فالمعنى : كان يصلي الظهر بالهاجرة إلا إن احتاج إلى الإبراد . وتعقب بأنه لو كان ذلك مراده لفصل كما فصل في العشاء . والله أعلم . ( والعصر ) بالنصب أي وكان يصلي العصر ( والشمس حية ) جملة اسمية وقعت حالا على الأصل بالواو ، وقال nindex.php?page=showalam&ids=14228الخطابي : حياة الشمس يفسر على وجهين أحدهما أن حياتها شدة وهجها وبقاء حرها لم ينكسر منه شيء ، والوجه الآخر صفاء لونها لم يدخلها التغير لأنهم شبهوا صفرتها بالموت ( والمغرب ) بالنصب أيضا ( والعشاء ) بالنصب أيضا ( إذا كثر الناس عجل وإذا قلوا أخر ) قال الطيبي : الجملتان الشرطيتان في محل [ ص: 55 ] النصب حالان من الفاعل أي يصلي العشاء معجلا إذا كثر الناس ومؤخرا إذا قلوا أو يحتمل أن يكونا من المفعول والراجع مقدر أي عجلها أو أخرها . انتهى . والتقدير معجلة ومؤخرة ( والصبح ) بالنصب أيضا ( بغلس ) بفتحتين : هو ظلمة آخر الليل إذا اختلطت بضوء الصباح . قال المنذري : والحديث أخرجه nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري ومسلم nindex.php?page=showalam&ids=15397والنسائي .