( كيف أنت ) أي كيف الحال والأمر بك ( إذا كانت عليك أمراء ) جمع أمير ومنع صرفه لألف التأنيث ، وعليك خبر كانت أي كانوا أئمة مستولين عليك ( يميتون الصلاة ) أي يؤخرونها فيجعلونها كالميت الذي خرجت روحه ( أو قال يؤخرون الصلاة ) شك من الراوي . قال النووي : والمراد بتأخيرها عن وقتها المختار لا عن كل وقتها فإنه صنيع الأمراء ولم يؤخرها أحد عن كل وقتها فوجب حمل هذه الأخبار على ما هو الواقع . انتهى . هذا من أعلام النبوة وقد وقع ذلك في زمن بني أمية ( فما تأمرني ) أي فما الذي تأمرني به أن أفعله في ذلك الوقت ( لوقتها ) أي لوقتها المستحب ( فإن أدركتها ) بأن حضرتها ( معهم فصله ) أي الفرض أو ما أدركت أو هو هاء السكت قاله علي القاري ( فإنها لك نافلة ) أي فإنها لك زيادة خير وعليهم نقصان أجر وهو صريح في أن الفريضة الأولى والنافلة الثانية . قال الشوكاني : معنى الحديث صل في أول الوقت وتصرف في شغلك ، فإن صادفتهم بعد ذلك وقد صلوا أجزأتك صلاتك وإن أدركت الصلاة معهم فصل معهم وتكون هذه الثانية لك نافلة . والحديث يدل على مشروعية [ ص: 77 ] الصلاة لوقتها ، وترك الاقتداء بالأمراء إذا أخروها عن أول وقتها ، وأن المؤتم يصليها منفردا ثم يصليها مع الإمام فيجمع بين فضيلة أول الوقت وطاعة الأمير . ويدل على وجوب طاعة الأمراء في غير معصية لئلا تتفرق الكلمة وتقع الفتنة . ويدل على أنه لا بأس بإعادة الصبح والعصر وسائر الصلوات لأن النبي صلى الله عليه وسلم أطلق الأمر بالإعادة ولم يفرق بين صلاة وصلاة ، فيكون مخصصا لحديث : nindex.php?page=hadith&LINKID=752756لا صلاة بعد العصر وبعد الفجر انتهى قال المنذري : والحديث أخرجه مسلم nindex.php?page=showalam&ids=13948والترمذي nindex.php?page=showalam&ids=15397والنسائي nindex.php?page=showalam&ids=13478وابن ماجه .