( nindex.php?page=showalam&ids=11871عامر بن واثلة ) : الكنائي الليثي أبو الطفيل ولد عام أحد وهو آخر من مات من جميع الصحابة على الإطلاق رضي الله تعالى عنهم ( عن nindex.php?page=showalam&ids=11871أبي الطفيل ) : هو عامر بن واثلة أي قال مسدد في روايته عن nindex.php?page=showalam&ids=11871عامر بن واثلة .
وقال : هناد عن nindex.php?page=showalam&ids=11871أبي الطفيل ( عن حذيفة بن أسيد ) : بفتح الهمزة وكسر السين ( الغفاري ) : بكسر الغين المعجمة نسبة إلى قبيلة منهم أبو ذر ( في ظل غرفة ) : بالضم العلية قاله في القاموس . وفي الفارسية برواره أي بالإخانة بركناه بام ( لرسول الله صلى الله عليه وسلم ) : صفة لغرفة أي غرفة كائنة لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، وفي رواية لمسلم كان رسول الله صلى الله عليه وسلم في غرفة ونحن تحتها نتحدث ( فذكرنا الساعة ) : أي أمر القيامة واحتمال قيامها في كل ساعة ( لن تكون أو [ ص: 333 ] لن تقوم ) : شك من الراوي ( طلوع الشمس من مغربها ) قال السيوطي قال الكرماني : فإن قلت : إن أهل الهيئة بينوا أن الفلكيات بسيطة لا تختلف مقتضياتها ولا يتطرق إليها خلاف ما هي عليه . قلت : قواعدهم منقوضة ومقدماتهم ممنوعة وإن سلمنا صحتها فلا امتناع في انطباق منطقة البروج على معدل النهار بحيث يصير المشرق مغربا وعكسه . انتهى .
وروى nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري في تاريخه nindex.php?page=showalam&ids=11868وأبو الشيخ في العظمة عن كعب قال : إذا أراد الله أن يطلع الشمس من مغربها أدارها بالقطب فجعل مشرقها مغربها ومغربها مشرقها . قلت : إنا نشاهد كل يوم الفلك دائرا بقدرته تعالى من المشرق للمغرب فإذا قال : له كن مقهقرا دورانك من المغرب للمشرق كما قال ذلك بعكسه ، فكان فأي مانع يمنعه عند كل مؤمن وقد قال : إنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون فسبحان الله تعالى عما يقول الظالمون علوا كبيرا انتهى .
قلت : ما ذكر الكرماني من عدم الامتناع في انطباق منطقة البروج على المعدل بحيث يصير المشرق مغربا وعكسه . ففيه نظر قد بينه العلامة الألوسي في تفسيره روح المعاني تحت آية يوم يأتي بعض آيات ربك لا ينفع نفسا إيمانها الآية ( وخروج الدابة ) وهي المذكورة في قوله تعالى : وإذا وقع القول عليهم أخرجنا لهم دابة من الأرض تكلمهم الآية قال المفسرون : هي دابة عظيمة تخرج من صدع في الصفا . وعن nindex.php?page=showalam&ids=13ابن عمرو بن العاص أنها الجساسة المذكورة في حديث الدجال قاله النووي ( وعيسى ابن مريم ) : أي خروج عيسى عليه السلام وهو نزوله من السماء .
وفيه رد على من أنكر نزول عيسى ابن مريم وهذا المنكر ضال مضل وسيأتي بحثه .
( والدخان ) : قال الطيبي رحمه الله : هو الذي ذكر في قوله تعالى : يوم تأتي السماء بدخان مبين وذلك كان في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم انتهى .
وقال النووي في شرح مسلم تحت هذا الحديث : هذا الحديث يؤيد قول من قال إن الدخان يأخذ بأنفاس الكفار ويأخذ المؤمن منه كهيئة الزكام وأنه لم يأت بعد وإنما يكون قريبا من قيام الساعة وقال ابن مسعود : إنما هو عبارة عما نال قريشا من القحط حتى كانوا يرون بينهم وبين السماء كهيئة الدخان وقد وافق ابن مسعود جماعة وقال بالقول الآخر حذيفة nindex.php?page=showalam&ids=12وابن عمر والحسن ، ورواه حذيفة عن النبي صلى الله عليه وسلم وأنه يمكث في الأرض أربعين يوما ويحتمل أنهما دخانان للجمع بين هذه الآثار انتهى .
وقال القرطبي في التذكرة قال ابن دحية : والذي يقتضيه النظر الصحيح حمل ذلك على قضيتين إحداهما وقعت وكانت الأخرى ستقع وتكون ، فأما التي كانت فهي التي كانوا يرون فيها كهيئة الدخان غير الدخان الحقيقي الذي يكون عند ظهور الآيات التي هي من الأشراط والعلامات ولا يمتنع إذا ظهرت هذه العلامة أن يقولوا ربنا اكشف عنا العذاب إنا مؤمنون : فيكشف عنهم ثم يعودون لقرب الساعة .
وقول ابن مسعود رضي الله عنه لم يسنده إلى النبي صلى الله عليه وسلم إنما هو من تفسيره ، وقد جاء النص عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بخلافه .
قال القرطبي : وقد روي عن ابن مسعود رضي الله عنه أنهما دخانان . قال مجاهد : كان ابن مسعود رضي الله عنه يقول : هما دخانان قد أمضي أحدهما ، والذي بقي يملأ ما بين السماء والأرض انتهى .
( وثلاث خسوف ) : قال ابن الملك : قد وجد الخسف في مواضع لكن يحتمل أن يكون المراد بالخسوف الثلاثة قدرا زائدا على ما وجد كأن يكون أعظم مكانا وقدرا [ ص: 335 ] ( خسف ) : بالجر على أنه بدل مما قبله وبالرفع على تقدير أحدها أو منها ( وآخر ذلك ) : أي آخر ما ذكر من الآيات ( من قعر عدن ) : أي أقصى أرضها وهو غير منصرف وقيل منصرف باعتبار البقعة والموضع ، ففي المشارق عدن مدينة مشهورة باليمن وفي القاموس عدن محركة جزيرة باليمن ( تسوق ) : أي تطرد النار ( إلى المحشر ) : بفتح الشين ويكسر أي إلى المجمع والمواقف ، قيل : المراد من المحشر أرض الشام إذ صح في الخبر أن الحشر يكون في أرض الشام لكن الظاهر أن المراد أن يكون مبتدأه منها أو تجعل واسعة تسع خلق العالم فيها قاله القاري .
وقد قيل إن أول الآيات الدخان ثم خروج الدجال ثم نزول عيسى عليه السلام ثم خروج يأجوج ومأجوج ثم خروج الدابة ثم طلوع الشمس من مغربها فإن الكفار يسلمون في زمن عيسى عليه السلام حتى تكون الدعوة واحدة ، ولو كانت الشمس طلعت من مغربها قبل خروج الدجال ونزوله لم يكن الإيمان مقبولا من الكفار ، فالواو لمطلق الجمع فلا يرد أن نزوله قبل طلوعها ولا ما ورد أن طلوع الشمس أول الآيات .
وقال في فتح الودود : قيل أول الآيات الخسوفات ثم خروج الدجال ثم نزول عيسى عليه السلام ثم خروج يأجوج ومأجوج ثم الريح التي تقبض عندها أرواح أهل الإيمان ، فعند ذلك تخرج الشمس من مغربها ثم تخرج دابة الأرض ثم يأتي الدخان .
قال صاحب فتح الودود : والأقرب في مثله التوقف والتفويض إلى عالمه انتهى .
قلت : ذكر القرطبي في تذكرته مثل هذا الترتيب إلا أنه جعل الدجال مكان الدخان .
وذكر nindex.php?page=showalam&ids=13933البيهقي عن nindex.php?page=showalam&ids=14070الحاكم مثل ترتيب القرطبي وجعل خروج الدابة قبل طلوع الشمس من مغربها فالظاهر بل المتعين هو ما قال صاحب فتح الودود : من أن الأقرب في مثله هو التوقف والتفويض إلى عالمه ، وإني أسرد كلام القرطبي بعينه لتكميل الفائدة .
فأول الآيات على ما في هذه الرواية الخسوفات الثلاث ، وقد وقع بعضها في زمن النبي صلى الله عليه وسلم ذكره ابن وهب وذكر nindex.php?page=showalam&ids=11890أبو الفرج ابن الجوزي أنه وقع بعراق العجم زلازل وخسوفات هلك بسببها خلق كثير .
قال القرطبي : وقد وقع ذلك عندنا بشرق الأندلس فيما سمعناه من بعض مشايخنا .
ووقع في هذا الحديث دابة الأرض قبل يأجوج ومأجوج وليس كذلك فإن أول الآيات ظهور الدجال ثم نزول عيسى عليه السلام ثم خروج يأجوج ومأجوج ، فإذا قتلهم الله بالنغف في أعناقهم وقبض الله تعالى نبيه عيسى عليه السلام وخلت الأرض منه وتطاولت الأيام على الناس وذهب معظم دين الإسلام أخذ الناس في الرجوع إلى عاداتهم وأحدثوا الأحداث من الكفر والفسوق كما أحدثوه بعد كل قائم نصبه الله تعالى بينه وبينهم حجة عليهم ثم قبضه الله تعالى ، فيخرج الله تعالى لهم دابة الأرض فتميز المؤمن من الكافر ليرتدع بذلك الكفار عن كفرهم والفساق عن فسقهم ويستبصروا وينزعوا عن ما هم فيه من الفسوق والعصيان ، ثم تغيب الدابة عنهم ويمهلون فإذا أصروا على طغيانهم وعصيانهم طلعت الشمس من مغربها ولم يقبل بعد ذلك لكافر ولا فاسق توبة وأزيل الخطاب والتكليف عنهم ثم كان قيام الساعة على أثر ذلك قريبا لأن الله تعالى قال : وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون فإذا قطع عنهم التعبد لم يقرهم بعد ذلك في الأرض زمانا طويلا .
وأما الدخان فروي من حديث حذيفة أن من أشراط الساعة دخانا يملأ ما بين المشرق والمغرب يمكث في الأرض أربعين يوما ، فأما المؤمن فيصيبه منه شبه الزكام ، وأما الكافر فيكون بمنزلة السكران يخرج الدخان من أنفه وعينيه وأذنيه ودبره انتهى كلام القرطبي .
قلت : حديث حذيفة بن أسيد إسناده صحيح ورجاله رجال الصحيحين .
nindex.php?page=showalam&ids=17072مسدد بن مسرهد البصري أخرج عنه الأئمة الستة ، غير مسلم nindex.php?page=showalam&ids=13478وابن ماجه وقال فيه ابن معين ثقة ثقة .
وأما nindex.php?page=showalam&ids=17259هناد بن السري فأخرج عنه مسلم وأصحاب السنن ووثقه nindex.php?page=showalam&ids=15397النسائي . [ ص: 338 ]
وأما أبو الأحوص فهو سلام بن سليم الحافظ أخرج له الأئمة الستة ، قال فيه ابن معين ثقة متقن .
وأما فرات البصري القزاز فأخرج له الأئمة الستة ووثقه nindex.php?page=showalam&ids=15397النسائي ، وأما nindex.php?page=showalam&ids=11871عامر بن واثلة أبو الطفيل فصحابي أخرج له الأئمة الستة . وأما حذيفة بن أسيد أبو سريحة فصحابي أخرج له مسلم وأصحاب السنن الأربعة .
ثم قال : حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=16526عبيد الله بن معاذ العنبري أخبرنا أبي أخبرنا شعبة عن فرات القزاز عن nindex.php?page=showalam&ids=11871أبي الطفيل عن أبي سريحة قال : " كان النبي صلى الله عليه وسلم في غرفة فذكر الحديث " . قال شعبة : وحدثني عبد العزيز بن رفيع عن nindex.php?page=showalam&ids=11871أبي الطفيل عن أبي سريحة مثل ذلك لا يذكر النبي صلى الله عليه وسلم ، وقال أحدهما : في العاشرة نزول عيسى ابن مريم ، وقال الآخر : ريح تلقي الناس في البحر .
وحدثنا nindex.php?page=showalam&ids=15573محمد بن بشار أخبرنا محمد بن جعفر أخبرنا شعبة عن فرات قال : سمعت أبا الطفيل عن أبي سريحة قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم في غرفة فذكر الحديث .
قال شعبة : وحدثني رجل هذا الحديث عن nindex.php?page=showalam&ids=11871أبي الطفيل عن أبي سريحة ولم يرفعه قال أحد هذين الرجلين : نزول عيسى ابن مريم ، وقال الآخر : ريح تلقيهم في البحر .
وحدثناه nindex.php?page=showalam&ids=12166محمد بن مثنى أخبرنا أبو النعمان الحكم بن عبد الله العجلي أخبرنا شعبة عن فرات قال : سمعت أبا الطفيل يحدث عن أبي سريحة قال : كنا نتحدث فأشرف علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم بنحو حديث معاذ وابن جعفر .
وقال ابن مثنى : أخبرنا أبو النعمان الحكم بن عبد الله أخبرنا شعبة عن عبد العزيز بن رفيع عن nindex.php?page=showalam&ids=11871أبي الطفيل عن أبي سريحة بنحوه قال : والعاشرة نزول عيسى ابن مريم . قال شعبة : ولم يرفعه عبد العزيز انتهى من صحيح مسلم .
وإسناد فرات القزاز مما استدركه الإمام nindex.php?page=showalam&ids=14269الدارقطني وقال : ولم يرفعه غير فرات عن [ ص: 339 ] nindex.php?page=showalam&ids=11871أبي الطفيل من وجه صحيح . قال : ورواه عبد العزيز بن رفيع وعبد الملك بن ميسرة موقوفا . انتهى كلام nindex.php?page=showalam&ids=14269الدارقطني .
وقد ذكر الإمام الحجة مسلم رواية ابن رفيع موقوفة كما قال nindex.php?page=showalam&ids=14269الدارقطني ولكن لا يقدح هذا في رفع الحديث ، فإن فراتا القزاز ثقة متقن متفق على توثيقه فزيادته مقبولة .
وروى عن الفرات سفيان بن عيينة وأبو الأحوص وهما إمامان حافظان ثقتان ، وذكرا في حديثهما عن الفرات ذكر نزول عيسى ابن مريم عليه السلام متصلا مرفوعا إلى النبي صلى الله عليه وسلم والله أعلم .
قال المنذري : وأخرجه مسلم nindex.php?page=showalam&ids=13948والترمذي nindex.php?page=showalam&ids=15397والنسائي nindex.php?page=showalam&ids=13478وابن ماجه وفي لفظ مسلم موضع نزول عيسى ابن مريم عليه السلام وريح تلقي الناس في البحر وأخرجه هكذا من كلام حذيفة موقوفا لا يذكر النبي صلى الله عليه وسلم .
وفي لفظ الترمذي والعاشرة إما ريح تطرحهم في البحر وإما نزول عيسى ابن مريم ولفظ nindex.php?page=showalam&ids=15397النسائي يخرج من قعر عدن أبين ، وأسيد بفتح الهمزة وكسر السين المهملة وبعدها ياء آخر الحروف ساكنة ودال مهملة .