هو فعال بفتح أوله والتشديد من الدجل وهو التغطية ، وسمي الكذاب دجالا لأنه يغطي الحق بباطله . وقال ابن دريد : سمي دجالا لأنه يغطي الحق بالكذب ، وقيل لضربه نواحي الأرض ، يقال : دجل مخففا ومشددا إذا فعل ذلك ، وقيل بل قيل ذلك لأنه يغطي الأرض فرجع إلى الأول .
وقال القرطبي في التذكرة : اختلف في تسميته دجالا على عشرة أقوال .
( عن ربعي ) : بكسر الراء وسكون الموحدة وكسر العين المهملة اسم بلفظ النسب ( بن حراش ) : بكسر المهملة وآخره معجمة ( اجتمع nindex.php?page=showalam&ids=21حذيفة ) : هو ابن اليمان ( nindex.php?page=showalam&ids=91وأبو مسعود ) : أي الأنصاري ( لأنا بما مع الدجال أعلم منه ) : يحتمل أن الضمير للدجال فهذا مبني على أن الدجال لا يعلم باطن أمر الماء والنار كما يعلم حذيفة ويحتمل أنه لأبي مسعود بناء على ظن حذيفة أنه ما سمع هذا الحديث ثم ذكر أبو مسعود أنه أيضا سمع كذا في فتح الودود
قلت : الظاهر من رواية أبي داود هذه أن جملة " لأنا بما مع الدجال أعلم " منه مقولة حذيفة وكذلك في رواية لمسلم ولكن في رواية أخرى لمسلم عن حذيفة قال : nindex.php?page=hadith&LINKID=3508531قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لأنا أعلم بما مع الدجال منه فهذه الرواية صريحة في أن هذه الجملة مقولة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فعلى هذا لا يتمشى الاحتمالان المذكوران في فتح الودود بل الاحتمال الأول هو المتعين فتفكر
قال الحافظ في فتح الباري : هذا كله يرجع إلى اختلاف المرئي بالنسبة إلى الرائي ، فإما أن يكون الدجال ساحرا فيخيل الشيء بصورة عكسه ، وإما أن يجعل الله باطن الجنة التي يسخرها الدجال نارا وباطن النار جنة ، وهذا الراجح ، وإما أن [ ص: 343 ] يكون ذلك كناية عن النعمة والرحمة بالجنة ، وعن المحنة والنقمة بالنار ، فمن أطاعه فأنعم عليه بجنته يئول أمره إلى دخول نار الآخرة وبالعكس ، ويحتمل أن يكون ذلك من جملة المحنة والفتنة ، فيرى الناظر إلى ذلك من دهشته النار فيظنها جنة وبالعكس . انتهى
( فمن أدرك منكم ذلك ) : أي الدجال أو ما ذكر من تلبيسه ( سيجده ماء ) : أي في الحقيقة أو بالقلب ، أو بحسب المآل . والله تعالى أعلم بالحال .
قال المنذري : وأخرجه nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري ومسلم بمعناه مختصرا ومطولا .