أي الساعة الكبرى ، هل يكون بعد هذه المدة المذكورة في أحاديث الباب .
( في آخر حياته ) : قبل موته بشهر كما في حديث جابر عند مسلم ( أرأيتم ) : وفي بعض النسخ أرأيتكم أي أخبروني وهو من إطلاق السبب على المسبب لأن مشاهدة هذه الأشياء طريق إلى الإخبار عنها ، والهمزة فيه مقررة أي قد رأيتم ذلك فأخبروني ( ليلتكم ) : أي شأن ليلتكم أو خبر ليلتكم ( هذه ) : هل تدرون ما يحدث بعدها من الأمور العجيبة وتاء أرأيتكم فاعل والكاف حرف خطاب لا محل لها من الإعراب ولا تستعمل إلا في الاستخبار عن حالة عجيبة وليلتكم بالنصب مفعول ثان لأخبروني قاله القسطلاني
( فإن على رأس مائة سنة ) : أي عند انتهاء مائة سنة كذا في الفتح .
وقال السندي واسم ( إن ) ضمير الشأن : nindex.php?page=showalam&ids=12070وللبخاري فإن رأس انتهى
( منها ) : أي تلك الليلة ( لا يبقى ممن هو على ظهر الأرض أحد ) : قال النووي في شرح مسلم : المراد أن كل من كان تلك الليلة على الأرض لا يعيش بعدها [ ص: 392 ] أكثر من مائة سنة ، سواء قل عمره قبل ذلك أو كثر ، وليس فيه نفي عيش أحد يوجد بعد تلك الليلة فوق مائة سنة .
قال وفيه احتراز من الملائكة .
وقد احتج بهذا الحديث من شذ من المحدثين فقال بموت خضر عليه السلام والجمهور على حياته لإمكان أنه كان على البحر لا على الأرض . وقيل هذا على سبيل الغالب .
وقال النووي في تهذيب الأسماء : واختلفوا في حياة الخضر ونبوته فقال الأكثرون من العلماء هو حي موجود بين أظهرنا وذلك متفق عليه عند الصوفية وأهل الصلاح والمعرفة وحكاياتهم في رؤيته والاجتماع به والأخذ عنه وسؤاله وجوابه ووجوده في المواضع الشريفة ومواطن الخير أكثر من أن يحصر وأشهر من أن يذكر .
قال الشيخ nindex.php?page=showalam&ids=12795أبو عمرو بن الصلاح في فتاويه هو حي عند جماهير العلماء والصالحين والعامة معهم في ذلك . قال وإنما شذ بإنكاره بعض المحدثين انتهى .
قلت : ما قاله النووي من أن حياة الخضر قول الجمهور ليس بصحيح ، وقد رد عليه الحافظ ابن حجر في الإصابة فقال : اعتنى بعض المتأخرين بجمع الحكايات المأثورة عن الصالحين وغيرهم ممن بعد الثالث مائة فما بلغت العشرين مع ما في أسانيد بعضها ممن يضعف لكثرة أغلاطه أو إيهامه بالكذب nindex.php?page=showalam&ids=12067كأبي عبد الرحمن السلمي وأبي الحسن بن جهضم .
وقال السهيلي قال nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري وطائفة من أهل الحديث : مات الخضر قبل انقضاء مائة سنة من الهجرة . قال : ونصر شيخنا nindex.php?page=showalam&ids=12815أبو بكر بن العربي هذا لقوله صلى الله عليه وسلم على رأس مائة سنة لا يبقى على الأرض ممن هو عليهما أحد يريد ممن كان حيا حين هذه المقالة انتهى .
وقال أبو الخطاب بن دحية : ولا يثبت اجتماع الخضر مع أحد من الأنبياء إلا مع موسى عليه السلام كما قصه الله تعالى من خبره ، وجميع ما ورد في حياته لا يصح منها شيء باتفاق أهل النقل . وأما ما جاء من المشائخ فهو مما يتعجب منه كيف يجوز لعاقل أن يلقى شخصا لا يعرفه فيقول له أنا فلان فيصدقه انتهى .
ونقل أبو بكر النقاش في تفسيره عن علي بن موسى الرضا وعن nindex.php?page=showalam&ids=12070محمد بن إسماعيل البخاري أن الخضر مات وأن nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري سئل عن حياة الخضر فأنكر ذلك واستدل بحديث ابن عمر المذكور وهو عمدة من تمسك بأنه مات وأنكر أن يكون باقيا .
[ ص: 393 ] وقال أبو حيان في تفسيره الجمهور على أنه مات . ونقل عن nindex.php?page=showalam&ids=15199ابن أبي الفضل المرسي أن الخضر صاحب موسى مات لأنه لو كان حيا لزمه المجيء إلى النبي صلى الله عليه وسلم والإيمان به واتباعه ، وقد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : لو كان موسى حيا ما وسعه إلا اتباعي .
ونقل أبو الحسن بن مبارك عن nindex.php?page=showalam&ids=12352إبراهيم الحربي أن الخضر مات وبذلك جزم ابن المنادى .
وذكر nindex.php?page=showalam&ids=11890ابن الجوزي عن أبي يعلى بن العراء الحنبلي قال سئل بعض أصحابنا عن الخضر هل مات ؟ فقال نعم . قال وبلغني مثل هذا عن أبي طاهر بن العبادي وكان يحتج بأنه لو كان حيا لجاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم .
قال الحافظ ابن حجر ومنهم أبو الفضل بن ناصر nindex.php?page=showalam&ids=12815والقاضي أبو بكر بن العربي nindex.php?page=showalam&ids=15426وأبو بكر محمد بن الحسن النقاش ومنهم nindex.php?page=showalam&ids=11890ابن الجوزي واستدل بما أخرجه أحمد عن الشعبي عن جابر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : nindex.php?page=hadith&LINKID=3508574والذي نفسي بيده لو أن موسى كان حيا ما وسعه إلا أن يتبعني قال فإذا كان هذا في حق موسى فكيف لم يتبعه الخضر أن لو كان حيا فيصلي معه الجمعة والجماعة ويجاهد تحت رايته كما ثبت أن عيسى عليه السلام يصلي خلف إمام هذه الأمة .
وقال nindex.php?page=showalam&ids=12915أبو الحسين بن المنادى بحثت عن تعمير الخضر وهل هو باق أم لا فإذا أكثر المغفلين مغترون بأنه باق من أجل ما روي في ذلك . قال : والأحاديث المرفوعة في ذلك واهية والسند إلى أهل الكتاب ساقط لعدم ثقتهم وما عدا ذلك من الأخبار كلها واهية لا يخلو حالها من أحد الأمرين إما أن تكون أدخلت على الثقات استغفالا أو يكون بعضهم تعمد ذلك .
وفي تفسير الأصبهاني روي عن الحسن أنه كان يذهب إلى أن الخضر مات انتهى كلام الحافظ من الإصابة مختصرا .
وقد أطال الحافظ الكلام في ذلك فأجاد وأحسن والله أعلم .
( فوهل الناس ) : بفتح الواو والهاء ويجوز كسرها أي غلطوا وذهب وهمهم إلى خلاف الصواب في تأويل ( مقالة رسول الله صلى الله عليه وسلم ) : أي في حديثه ( تلك ) : وهي قوله فإن على رأس مائة سنة منها إلخ ( فيما يتحدثون عن هذه الأحاديث عن مائة سنة ) ولفظ nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري في باب السمر في الفقه والخير بعد صلاة العشاء من كتاب الصلاة في [ ص: 394 ] مقالة رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى ما يتحدثون في هذه الأحاديث عن مائة سنة .
قال العيني في شرح nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري : أي حيث تؤولونها بهذه التأويلات التي كانت مشهورة بينهم إليها عندهم في معنى المراد عن مائة سنة مثل أن المراد بها انقراض العالم بالكلية ونحوه ; لأن بعضهم كان يقول إن الساعة تقوم عند انقضاء مائة سنة كما روى ذلك nindex.php?page=showalam&ids=14687الطبراني وغيره من حديث nindex.php?page=showalam&ids=91أبي مسعود البدري رضي الله عنه ورد عليه nindex.php?page=showalam&ids=8علي بن أبي طالب رضي الله عنه وغرض ابن عمر رضي الله عنه أن الناس ما فهموا ما أراد رسول الله صلى الله عليه وسلم من هذه المقالة وحملوها على محامل كلها باطل ، وبين أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أراد بذلك انخرام القرن عند انقضاء مائة سنة ، من مقالته تلك وهو القرن الذي كان هو فيه بأن تنقضي أهاليه ولا يبقى منهم أحد بعد مائة سنة ، وليس مراده أن ينقرض العالم بالكلية ، وكذلك وقع بالاستقراء فكان آخر من ضبط عمره ممن كان موجودا حينئذ nindex.php?page=showalam&ids=11871أبو الطفيل عامر بن واثلة وقد أجمع أهل الحديث على أنه كان آخر الصحابة موتا ، وغاية ما قيل فيه أنه بقي إلى سنة عشر ومائة ، وهي رأس مائة سنة من مقالة النبي صلى الله عليه وسلم ، وهذا إعلام من رسول الله صلى الله عليه وسلم بأن أعمار أمته ليست تطول كأعمار من تقدم من الأمم السالفة ليجتهدوا في العمل انتهى
( يريد ) : أي رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله ( مائة سنة ) ( أن ينخرم ) : أي ينقطع ( ذلك القرن ) : الذي هو فيه فلا يبقى أحد ممن كان موجودا حال تلك المقالة .
قال في النهاية : القرن أهل زمن ، وانخرامه ذهابه وانقضاؤه انتهى .
وقال العلامة العيني : والقرن بفتح القاف كل طبقة مقترنين في وقت ومنه قيل لأهل كل مدة أو طبقة بعث فيها نبي قرن .
[ ص: 395 ] وفي رواية nindex.php?page=showalam&ids=12179أبي نضرة عنه قال ذلك قبل موته بشهر أو نحو ذلك " ما من نفس " وزاد في آخره " وهي حية يومئذ " وأخرجه الترمذي من طريق أبي سفيان عن جابر نحو رواية nindex.php?page=showalam&ids=11862أبي الزبير .