[ ص: 33 ] ( تريد الصلاة ) : حال أو استئناف تعليل ( فتجللها ) : بالجيم فهو كناية عن الجماع قاله السيوطي . وقال القاري : أي فغشيها بثوبه فصار كالجل عليه ( فقضى حاجته منها ) : قال القاضي أي غشيها وجامعها كنى به عن الوطء كما كنى عنه بالغشيان ( وانطلق ) : ذلك الرجل الذي جللها ( ومر عليها رجل ) : أي آخر ( فقالت إن ذاك ) : أي الرجل الآخر ( كذا وكذا ) : أي من الغشيان وقضاء الحاجة ( عصابة ) : بكسر أوله أي جماعة ( فأخذوا الرجل الذي ظنت أنه وقع عليها ) : والحال أنه لم يقع عليها وكان ظنها غلطا ( فلما أمر به ) : أي بإقامة الحد عليه . زاد في رواية الترمذي ليرجم ، ولا يخفى أنه بظاهره مشكل إذ لا يستقيم الأمر بالرجم من غير إقرار ولا بينة ، وقول المرأة لا يصلح بينة بل هي التي تستحق أن تحد حد القذف فلعل المراد فلما قارب أن يأمر به وذلك قاله الراوي نظرا إلى ظاهر الأمر حيث إنهم أحضروه في المحكم عند الإمام والإمام اشتغل بالتفتيش عن حاله والله تعالى أعلم . كذا في فتح الودود ( أنا صاحبها ) : أي أنا الذي جللتها وقضيت حاجتي منها لا الذي أتوا به ( فقال ) صلى الله عليه وسلم ( لها ) : أي للمرأة ( فقد غفر الله لك ) : لكونها مكرهة ( وقال للرجل ) : أي الذي [ ص: 34 ] أتوا به ( يعني الرجل المأخوذ ) : والمراد بالرجل الذي قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم قولا حسنا هو الرجل المأخوذ الذي أتوا به ( ارجموه ) : أي فرجموه لكونه محصنا ( لقد تاب توبة ) : أي باعترافه أو بإجراء حده ( لو تابها ) : أي لو تاب مثل توبته ( أهل المدينة ) : أي أهل بلد فيهم عشار وغيره من الظلمة قاله القاري ( لقبل منهم ) : وقال ابن الملك لو قسم هذا المقدار من التوبة على أهل المدينة لكفاهم انتهى .
قلت : ما قال ابن الملك هو الظاهر ، ويؤيده ظاهر قوله صلى الله عليه وسلم في ماعز : لقد تاب توبة لو قسمت إلخ ، وأما ما زعم القاري من أن التوبة غير قابلة للقسمة ففيه نظر كما لا يخفى على المتأمل ، ولا حاجة إلى التأويل مع استقامة المعنى الظاهر من الحديث ، والله تعالى أعلم وعلمه أتم ( رواه أسباط بن نصر أيضا ) : أي كما رواه إسرائيل ( عن nindex.php?page=showalam&ids=16052سماك ) : أي ابن حرب .
قال المنذري : وأخرجه الترمذي nindex.php?page=showalam&ids=15397والنسائي وقال الترمذي حسن صحيح غريب وعلقمة بن وائل بن حجر سمع من أبيه بنحوه مختصرا ، وقال الترمذي غريب ، وليس إسناده بمتصل ، وقد روي هذا الحديث من غير هذا الوجه ، وقال سمعت nindex.php?page=showalam&ids=12070محمدا يعني البخاري يقول عبد الجبار بن وائل بن حجر لم يسمع من أبيه ولا أدركه يقال إنه ولد بعد موت أبيه بأشهر .