واعلم أن العلماء اختلفوا في شرطية أن يكون السرقة في حرز ، فذهب nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد بن حنبل وإسحاق وغيرهما إلى أنه لا يشترط ، وذهب الجمهور إلى اشتراطه وقال ابن بطال : الحرز مأخوذ في مفهوم السرقة لغة .
[ ص: 49 ] وقال صاحب القاموس : السرقة والاستراق المجيء مستترا لأخذ مال غيره من حرز .
( عن حميد ) : هو ابن حجير بضم الحاء المهملة في كليهما ( ابن أخت nindex.php?page=showalam&ids=90صفوان ) : ابن أمية بن خلف القرشي المكي .
قال الزيلعي : وحميد هذا لم يرو عنه إلا سماك ولم ينبه عليه المنذري .
وقال الحافظ عبد الحق في أحكامه : رواه nindex.php?page=showalam&ids=16052سماك بن حرب عن حميد بن أخت صفوان عن صفوان بن أمية ، ورواه عبد الملك بن أبي بشير عن عكرمة عن صفوان ورواه أشعث بن سوار عن عكرمة عن ابن عباس ، ورواه nindex.php?page=showalam&ids=16666عمرو بن دينار عن طاوس عن صفوان ، ذكر هذه الطرق nindex.php?page=showalam&ids=15397النسائي ، ورواه مالك في الموطأ عن ابن شهاب عن صفوان بن عبد الله بن صفوان أن صفوان روى من غير هذا الوصف ولا أعلمه يتصل من وجه صحيح انتهى .
وقال ابن القطان في كتابه : حديث سماك ضعيف بحميد المذكور ، فإنه لا يعرف في غير هذا ، وقد ذكره ابن أبي حاتم بذلك ولم يزد عليه ، وذكره nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري فقال إنه حميد بن حجير ابن أخت صفوان بن أمية ثم ساق له هذا الحديث وهو كما قلنا مجهول الحال انتهى ( كنت نائما في المسجد على خميصة لي ) : وفي الرواية الآتية فنام في المسجد وتوسد رداءه .
قال في القاموس : الخميصة كساء أسود مربع له علمان ( فاختلسها ) : أي سلبها بسرعة ( فأخذ ) : بصيغة المجهول ( الرجل ) : أي السارق ( فأمر به ليقطع ) : أي بعد إقراره بالسرقة أو ثبوتها بالبينة ( أبيعه ) : وفي بعض الروايات أنا أهبها له أو أبيعها له ، وفي بعض الروايات يا رسول الله إني لم أرد هذا هو عليه صدقة ( وأنسئه ثمنها ) : من الإنساء أي أبيع منه نسيئة فيرتفع مسمى السرقة ( قال ) صلى الله عليه وسلم : ( فهلا كان هذا قبل أن تأتيني به ) : أي لم لا بعته قبل إتيانك [ ص: 50 ] به إلي ، وأما الآن فقطعه واجب ولا حق لك فيه بل هو من الحقوق الخالصة للشرع ولا سبيل فيها إلى الترك . وفيه أن العفو جائز قبل أن يرفع إلى الحاكم . كذا ذكره الطيبي وتبعه ابن الملك .
وقال زفر nindex.php?page=showalam&ids=13790والشافعي وأحمد يقطع وهو رواية عن أبي يوسف لأن السرقة قد تمت انعقادا بفعلها بلا شبهة وظهورا عند nindex.php?page=showalam&ids=14070الحاكم ، وقضي عليه بالقطع ويؤيده حديث صفوان رضي الله عنه انتهى .
قال الشوكاني : وقد استدل بحديث صفوان هذا من قال بعدم اشتراط الحرز ويرد بأن المسجد حرز لما داخله من آلته وغيرها ولا سيما بعد أن جعل صفوان خميصته تحت رأسه ، وأما جعل المسجد حرزا لآلته فقط فخلاف الظاهر ولو سلم ذلك كان غايته تخصيص الحرز بمثل المسجد ونحوه مما يستوي الناس فيه لما في ترك القطع في ذلك من المفسدة .
قال وأما التمسك بعموم آية السرقة أي على عدم اشتراط الحرز فلا ينتهض للاستدلال به لأنه عموم مخصوص بالأحاديث القاضية باعتبار الحرز انتهى . ( قال أبو داود ) : مقصود المؤلف من هذا الكلام بيان أمرين الأول بيان الاختلاف في بعض ألفاظ المتن ، والثاني ذكر اختلاف الأسانيد ، فمنهم من رواه متصلا ومنهم من رواه مرسلا ( عن جعيد ) : بالجيم ثم العين المهملة ثم الياء التحتية مصغرا ( ابن حجير ) : بتقديم الحاء المهملة على الجيم مصغرا .
قال الحافظ في التقريب : حميد ابن أخت صفوان وقيل اسمه جعيد مقبول ، وفيه أيضا حميد بن حجير بالتصغير هو ابن أخت صفوان انتهى ( نام nindex.php?page=showalam&ids=90صفوان ) : ابن أمية بن خلف الجمحي القرشي المكي صحابي من مسلمة الفتح .
قال الإمام الحافظ ابن القطان طريق nindex.php?page=showalam&ids=16666عمرو بن دينار يشبه أنها متصلة .
قال nindex.php?page=showalam&ids=13332ابن عبد البر : سماع طاوس من صفوان ممكن لأنه أدرك زمان nindex.php?page=showalam&ids=7عثمان . وذكر nindex.php?page=showalam&ids=17293يحيى القطان عن زهير عن ليث عن طاوس قال : أدركت سبعين شيخا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم . انتهى . كذا في نصب الراية .
وقال الحافظ ابن حجر في التلخيص : طريق طاوس عن صفوان رجحها nindex.php?page=showalam&ids=13332ابن عبد البر وقال : إن سماع طاوس من صفوان ممكن لأنه أدرك زمن nindex.php?page=showalam&ids=7عثمان .
وقال nindex.php?page=showalam&ids=13933البيهقي : روي عن طاوس عن ابن عباس وليس بصحيح . انتهى .
( فاستله ) : من الاستلال ، أي استخرجه بتأن وتدريج ( ورواه الزهري عن صفوان بن عبد الله ) : ابن صفوان بن أمية التابعي الثقة . وفي بعض نسخ الكتاب : صفوان عن عبد الله ، وهو غلط . قال الحافظ المزي في الأطراف : رواه الزهري عن صفوان بن عبد الله قال : فنام في المسجد وتوسد رداءه . الحديث . والمحفوظ حديث مالك عن الزهري عن صفوان بن عبد الله وكذلك هو في الموطأ . انتهى .
قلت : لفظ الموطأ مالك عن ابن شهاب عن صفوان بن عبد الله بن صفوان أن nindex.php?page=showalam&ids=90صفوان ابن أمية قيل له إنه من لم يهاجر هلك فقدم صفوان بن أمية المدينة فنام في المسجد النبوي وتوسد رداءه فجاء سارق فأخذ رداءه . الحديث .
قال الحافظ nindex.php?page=showalam&ids=13332ابن عبد البر : رواه جمهور أصحاب مالك مرسلا ، ورواه nindex.php?page=showalam&ids=14741أبو عاصم النبيل وحده عن مالك عن الزهري عن صفوان بن عبد الله عن جده فوصله ، ورواه شبابة بن سوار عن مالك عن الزهري عن nindex.php?page=showalam&ids=16444عبد الله بن صفوان عن أبيه . انتهى .
قلت : أخرجه ابن ماجه من طريق شبابة بن سوار عن مالك .
[ ص: 52 ] وقال الإمام الحافظ ابن عبد الهادي في تنقيح التحقيق : حديث صفوان حديث صحيح رواه أبو داود nindex.php?page=showalam&ids=15397والنسائي nindex.php?page=showalam&ids=13478وابن ماجه وأحمد في مسنده من غير وجه عنه . انتهى .
( وتوسد رداءه ) : أي جعله وسادة بأن جعله تحت رأسه .
قال المنذري : وأخرجه nindex.php?page=showalam&ids=15397النسائي nindex.php?page=showalam&ids=13478وابن ماجه .