( سمعت أبا شريح ) : بالتصغير ( الكعبي ) : هو أبو شريح خويلد بن عمرو الكعبي العدوي الخزاعي أسلم قبل الفتح ومات بالمدينة سنة ثمان وستين روى عنه جماعة وهو مشهور بكنيته ( ألا ) بفتح الهمزة واللام المخففة وهي كلمة تنبيه تدل على تحقق ما بعدها وتأتي لمعان أخر ( خزاعة ) : بضم الخاء المعجمة وبالزاي وهي قبيلة كانوا غلبوا على مكة وحكموا فيها ثم أخرجوا منها فصاروا في ظاهرها وهذا من تتمة خطبته صلى الله عليه وسلم يوم الفتح ، وكانت خزاعة قتلوا في تلك الأيام رجلا من قبيلة بني هذيل بقتيل لهم في الجاهلية ، فأدى رسول الله صلى الله عليه وسلم عنهم ديته لإطفاء الفتنة بين الفئتين ( هذا القتيل ) : أي المقتول ( من هذيل ) : بالتصغير ( وإني عاقله ) : أي مؤد ديته من العقل وهو الدية سميت به لأن إبلها تعقل بفناء ولي الدم أو لأنها تعقل أي تمنع دم القاتل عن السفك ( فأهله ) : أي وارث القتيل ( بين خيرتين ) : بكسر ففتح ويسكن أي اختيارين ، والمعنى مخير بين أمرين . وقال بعض شراح المصابيح : الخيرة الإثم من الاختيار ( بين أن يأخذوا ) : أي أولياء المقتول ( العقل ) : أي الدية من عاقلة القاتل ( أو يقتلوا ) : أي قاتله .
وقد روي هذا المعنى عن ابن عباس ، وهو قول nindex.php?page=showalam&ids=15990سعيد بن المسيب nindex.php?page=showalam&ids=14577والشعبي nindex.php?page=showalam&ids=16972وابن سيرين nindex.php?page=showalam&ids=16568وعطاء وقتادة . وقال الحسن والنخعي ليس لأولياء الدم إلا الدم إلا أن يشاء القاتل أن يعطي الدية انتهى .
قال المنذري : والحديث أخرجه الترمذي وقال حسن صحيح .