" 6223 " قال في الصراح مزح لاغ كردن من باب فتح ، والاسم المزاح بالضم وبالكسر المصدر .
( احملني ) : أي على دابة والمعنى اعطني حمولة أركبها ( قال وما أصنع بولد الناقة ) : لما كان المتعارف عند العامة في بادي الرأي استعمال ولد الناقة فيما كان صغيرا لا يصلح للركوب وإنما يقال للصالح الإبل توحش الرجل على فهم المعنى ( وهل تلد الإبل ) : بالنصب مفعول مقدم ، والإبل اسم جمع لا واحد له من لفظه وهو بكسرتين ولم يجئ من الأسماء على فعل بكسرتين إلا الإبل والحبر ( إلا النوق ) : بضم النون جمع ناقة وهي أنثى الإبل . وقال أبو عبيدة لا تسمى ناقة حتى تجذع وقوله إلا النوق بالرفع فاعل مؤخر فالإبل ولو كبارا أولاد الناقة فيصدق ولد الناقة بالكبير والصغير قاله البيجوري في شرح الشمائل .
والمعنى إنك لو تدبرت لم تقل ذلك ففيه الإشارة إلى أنه ينبغي لمن سمع قولا أن يتأمله ولا يبادر إلى رده . وفي هذا الحديث والأحاديث الآتية في الباب إباحة المزاح والدعابة . وكان صلى الله عليه وسلم يداعب الصحابة ولا يقول إلا حقا .
وأخرج الترمذي من حديث ابن عباس رفعه لا تمار أخاك ولا تمازحه الحديث ، والجمع بينهما أن المنهي عنه ما فيه إفراط أو مداومة عليه لما فيه من الشغل عن ذكر الله والتفكر في مهمات الدين ويؤدي إلى قسوة القلب والإيذاء [ ص: 279 ] والحقد وسقوط المهابة والوقار ، والذي يسلم من ذلك هو المباح ، فإن صادف مصلحة مثل تطيب نفس المخاطب ومؤانسته فهو مستحب . قال المنذري : وأخرجه الترمذي وقال صحيح غريب .