قوله : ( من لم يدع ) أي لم يترك ( قول الزور ) زاد nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري في رواية " والجهل " قال الحافظ في الفتح : المراد بقول الزور الكذب ، انتهى .
وقال القاري : المراد به الباطل ، وهو ما فيه إثم والإضافة بيانية . وقال الطيبي : الزور الكذب والبهتان ، أي من لم يترك القول الباطل من قول الكفر وشهادة الزور والافتراء والغيبة والبهتان والقذف والشتم واللعن وأمثالها مما يجب على الإنسان اجتنابها ويحرم عليه ارتكابها ( والعمل ) بالنصب ( وبه ) أي بالزور يعني الفواحش من الأعمال ؛ لأنها في الإثم كالزور .
وقال الطيبي : هو العمل بمقتضاه من الفواحش وما نهى الله عنه ( فليس لله حاجة ) أي التفات ومبالاة ، وهو مجاز عن عدم القبول به نفي السبب وإرادة نفي المسبب ( بأن يدع طعامه وشرابه ) فإنهما مباحان في الجملة فإذا تركهما وارتكب أمرا حراما من أصله [ ص: 321 ] استحق المقت وعدم قبول طاعته .
قال القاضي : المقصود من الصوم كسر الشهوة وتطويع الأمارة ، فإذا لم يحصل منه ذلك لم يبال بصومه ولم ينظر إليه نظر عناية ، فعدم الحاجة عبارة عن عدم الالتفات والقبول ، وكيف يلتفت إليه والحال أنه ترك ما يباح من غير زمان الصوم من الأكل والشرب وارتكب ما يحرم عليه في كل زمان؟ انتهى .
قال ابن بطال : ليس معناه أن يؤمر بأن يدع صيامه وإنما معناه التحذير من قول الزور وما ذكر معه ، وهو مثل قوله : " nindex.php?page=hadith&LINKID=751425من باع الخمر فليشقص الخنازير " أي يذبحها ، ولم يأمره بذبحها ولكنه على التحذير والتعظيم لإثم بائع الخمر . وأما قوله " فليس لله حاجة " فلا مفهوم له ، فإن الله لا يحتاج إلى شيء ، انتهى .
قال الحافظ في الفتح : قال شيخنا -يعني العراقي - في شرح الترمذي : لما أخرج الترمذي هذا الحديث ترجم ما جاء في التشديد في الغيبة للصائم وهو مشكل ؛ لأن الغيبة ليست قول الزور ولا العمل به ، لكنها أن يذكر غيره بما يكره ، وقول الزور هو الكذب ، وقد وافق الترمذي بقية أصحاب السنن فترجموا بالغيبة وذكروا هذا الحديث ، وكأنهم فهموا من ذكر قول الزور والعمل به الأمر بحفظ النطق ، ويمكن أن يكون فيه إشارة إلى الزيادة التي وردت في بعض طرقه وهي الجهل ، فإنه يصح إطلاقه على جميع المعاصي . وأما قوله " والعمل به " فيعود على الزور ، ويحتمل أن يعود أيضا على الجهل أي والعمل بكل منهما ، انتهى .
قوله : ( وفي الباب عن أنس ) أخرجه nindex.php?page=showalam&ids=14687الطبراني في الأوسط بلفظ : " من لم يدع الخنا والكذب " ، ورجاله ثقات ، قاله الحافظ في الفتح .
قوله : ( هذا حديث حسن صحيح ) أخرجه الجماعة إلا مسلما nindex.php?page=showalam&ids=15397والنسائي .