قوله : ( من أين نهل يا رسول الله ) أصل الإهلال رفع الصلاة ؛ لأنهم كانوا يرفعون [ ص: 481 ] أصواتهم بالتلبية عند الإحرام ثم أطلق على نفس الإحرام اتساعا ( فقال : يهل ) أي يحرم ( أهل المدينة ) أي مدينته عليه الصلاة والسلام ( من ذي الحليفة ) بالمهملة والفاء مصغرا مكان معروف بينه وبين مكة مائتا ميل غير ميلين ، قاله nindex.php?page=showalam&ids=13064ابن حزم ، وقال غيره : بينهما عشر مراحل . قال النووي : بينها وبين المدينة ستة أميال وبها مسجد يعرف بمسجد الشجرة خراب وبها بئر يقال لها بئر علي ( وأهل الشام من الجحفة ) بضم الجيم وسكون الحاء وهي قرية خربة بينها وبين مكة خمس مراحل أو ستة وسميت الجحفة ؛ لأن السيل أجحف بها . ووقع في حديث عائشة عند nindex.php?page=showalam&ids=15397النسائي : ولأهل الشام ومصر الجحفة ، والمقام الذي يحرم منه المصريون الآن رابغ ـ بوزن فاعل براء وموحدة وغين معجمة ـ قريب من الجحفة ، كذا في فتح الباري .
وقال القاري في المرقاة : كان اسم الجحفة مهيعة فأجحف السيل بأهلها فسميت جحفة يقال : أجحف به إذا ذهب به وسيل جحاف إذا جرف الأرض وذهب به والآن مشهور برابغ ، انتهى . ( وأهل نجد من قرن ) بفتح القاف وسكون الراء اسم موضع يقال له قرن المنازل أيضا قال النووي : وقرن المنازل على نحو مرحلتين من مكة . قالوا : وهو أقرب المواقيت إلى مكة ( وأهل اليمن من يلملم ) بفتح التحتانية واللام وسكون الميم بعدها لام مفتوحة ثم ميم ، مكان على مرحلتين من مكة بينهما ثلاثون ميلا ، ويقال له ألملم بالهمزة وهو الأصل والياء تسهيل لها .
تنبيه
قال الحافظ : أبعد المواقيت من مكة ذو الحليفة ميقات أهل المدينة ، فقيل : الحكمة في ذلك أن تعظم أجور أهل المدينة وقيل رفقا بأهل الآفاق ؛ لأن أهل المدينة أقرب الآفاق إلى مكة أي ممن له ميقات معين ، انتهى .