( باب ما جاء في استلام الحجر والركن اليماني دون ما سواهما ) يعني دون الركنين الشاميين . قال الحافظ في الفتح : في البيت أربعة أركان ، الأول له فضيلتان : كون الحجر الأسود فيه وكونه على قواعد إبراهيم ، وللثاني الثانية فقط وليس للآخرين شيء منهما ، فلذلك يقبل الأول ويستلم الثاني فقط ولا يقبل الآخران ولا يستلمان ، هذا على رأي الجمهور واستحب بعضهم تقبيل الركن اليماني أيضا ، انتهى .
قوله : ( لم يكن يستلم إلا الحجر الأسود والركن اليماني ) بتخفيف الياء على المشهور ؛ لأن الألف عوض عن ياء النسب ، فلو شددت لكان جمعا بين العوض والمعوض ، وجوز nindex.php?page=showalam&ids=16076سيبويه التشديد وقال إن الألف زائدة ( فقال معاوية ليس شيء من البيت مهجورا ) زاد أحمد من طريق مجاهد : فقال ابن عباس لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة فقال معاوية : صدقت ، قال الحافظ في الفتح : روى ابن المنذر وغيره استلام جميع الأركان أيضا عن جابر وأنس والحسن والحسين من الصحابة ، وعن nindex.php?page=showalam&ids=16072سويد بن غفلة من التابعين ، وقد يشعر ما في حديث عبيد بن جريج من أنه قال nindex.php?page=showalam&ids=12لابن عمر : رأيتك تصنع أربعا لم أر أحدا من أصحابك يصنعها ، فذكر منها : ورأيتك لا تمس من الأركان إلا اليمانيين ، الحديث ، بأن الذين رآهم عبيد بن جريج من الصحابة والتابعين كانوا لا يقتصرون في الاستلام على الركنين اليمانيين . وقال بعض أهل العلم : اختصاص الركنين مبين بالسنة ومستند التعميم القياس .
وأجاب nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي عن قول من قال ليس شيء من البيت مهجورا : بأنا لم ندع استلامهما هجرا للبيت . وكيف يهجره وهو يطوف به؟ ولكنا نتبع السنة فعلا أو تركا ، ولو كان ترك استلامهما هجرا لهما لكان ترك استلام ما بين الأركان هجرا لها ولا قائل به ، انتهى .