قوله : ( نحر نسكه ) جمع نسيكة بمعنى ذبيحة . قال في النهاية : نسك ينسك نسكا إذا ذبح ، والنسيكة الذبيحة ( ثم ناول الحالق شقه الأيمن ) فيه استحباب البداءة في حلق الرأس بالشق الأيمن من رأس المحلوق وهو مذهب الجمهور . وقال أبو حنيفة : يبدأ بجانبه الأيسر لأنه على يمين الحالق والحديث يرد عليه . والظاهر أن هذا الخلاف يأتي في قص الشارب قاله الشوكاني ( فأعطاه ) أي الشعر المحلوق ( فقال اقسمه بين الناس ) فيه مشروعية التبرك بشعر أهل الفضل ونحوه وفيه دليل على طهارة شعر الآدمي وبه قال الجمهور .
[ ص: 564 ] قوله : ( هذا حديث حسن ) وأخرجه nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري ومسلم .
تنبيه :
ذكر صاحب العرف الشذي هاهنا قصة الإمام أبي حنيفة والحجام المشهورة فقال : إن أبا حنيفة لما ذهب حاجا ففرغ عن حجته وأراد الحلق فاستدبر القبلة ، قال الحالق : استقبلها ، ثم بدأ أبو حنيفة باليسار ، قال الحالق ابدأ باليمين ، ثم بعد الحلق أخذ أبو حنيفة أن يقوم وما دفن الأشعار ، قال الحالق : ادفنها ، فقال أبو حنيفة : أخذت ثلاثة مسائل من الحالق ، ثم قال هذه الحكاية ثبوتها لا يعلم ، انتهى كلامه بلفظه .
قلت : قال الحافظ ابن حجر في التلخيص : وهي قصة مشهورة أخرجها nindex.php?page=showalam&ids=11890ابن الجوزي في مثير العزم الساكن بإسناده إلى وكيع عنه ، انتهى .
وقال الرافعي : وإذا حلق فالمستحب أن يبدأ بالشق الأيمن ثم الأيسر ، وأن يكون مستقبل القبلة ، وأن يكبر بعد الفراغ ، وأن يدفن شعره ، انتهى كلام الرافعي .