قوله : ( نا nindex.php?page=showalam&ids=17126معن ) هو معن بن عيسى بن يحيى الأشجعي ثقة ثبت قال أبو حاتم هو أثبت أصحاب مالك .
( عن nindex.php?page=showalam&ids=12423إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة ) الأنصاري المدني ثقة حجة من رجال الستة مات سنة 132 اثنتين وثلاثين ومائة .
( عن حميدة ابنة عبيد بن رفاعة ) الأنصارية المدنية زوج إسحاق بن أبي طلحة وهي والدة ولده يحيى بن إسحاق ، مقبولة كذا في التقريب ، قلت : هي من التابعيات وذكرها nindex.php?page=showalam&ids=13053ابن حبان في الثقات كما في تهذيب التهذيب .
( عن كبشة ابنة كعب بن مالك ) زوج عبد الله بن أبي قتادة ، وقال nindex.php?page=showalam&ids=13053ابن حبان لها صحبة .
( وكانت عند ابن أبي قتادة ) وهو الحارث بن ربعي الأنصاري فارس رسول الله صلى الله عليه وسلم واسم ابنه عبد الله والمعنى كانت زوجة ولده .
( أن أبا قتادة دخل عليها ) أي على كبشة ( قالت فسكبت له وضوءا ) بضم التاء على المتكلم ، والوضوء بفتح الواو ماء الوضوء أي صببت له وضوءا في الإناء ليتوضأ منه لما جاء في رواية فسكبت له وضوءا في إناء قاله [ ص: 260 ] أبو الطيب السندي ، وفي المرقاة قال nindex.php?page=showalam&ids=13658الأبهري بضم التاء على التكلم ويجوز السكون على التأنيث . انتهى .
قال القاري : لكن أكثر النسخ الحاضرة المصححة بالتأنيث ويؤيد المتكلم ما في المصابيح قالت فسكبت . انتهى .
( فأصغى ) بالغين المعجمة أي أمال ( لها ) أي الهرة الإناء ليسهل عليها الشرب ( فرآني أنظر إليه ) أي فرآني أبو قتادة والحال أني أنظر إلى شرب الهرة الماء نظر المنكر أو المتعجب .
( فقال أتعجبين ) أي بشربها من وضوئي ( يا ابنة أخي ) المراد أخوة الإسلام ومن عادة العرب أن يدعوا بيابن أخي ويابن عمي وإن لم يكن أخا أو عما له في الحقيقة .
( إنها ) أي الهرة ( ليست بنجس ) .
قال المنذري ثم النووي ثم ابن دقيق العيد ثم ابن سيد الناس : بفتح الجيم من النجاسة كذا في زهر الربى على المجتبى وكذا ضبط السيوطي في قوت المغتذي .
وقال القاري في المرقاة : وذكر الكازروني أن بعض الأئمة قال هو بفتح الجيم والنجس النجاسة فالتقدير أنها ليست بذات نجس ، وفيما سمعنا وقرأنا على مشايخنا هو بكسر الجيم وهو القياس أي ليست بنجسة ولم يلحق التاء نظرا إلى أنها في معنى السنور . انتهى .
( إنما هي من الطوافين عليكم ) قال البغوي في شرح السنة : يحتمل أنه شبهها بالمماليك من خدم البيت الذين يطوفون على أهله للخدمة كقوله تعالى طوافون عليكم ويحتمل أنه شبهها بمن يطوفون للحاجة يريد أن الأجر في مواساتها كالأجر في مواساة من يطوف للحاجة والأول هو المشهور وقول الأكثر وصححه النووي في شرح أبي داود وقال لم يذكر جماعة سواه .
( أو الطوافات ) شك من الراوي كذا قاله ابن الملك . وقال في الأزهار : يشبه ذكورها بالطوافين وإناثها بالطوافات . وقال ابن حجر : وليست للشك لوروده بالواو في روايات أخر بل للتنويع ويكون ذكر الصنفين من الذكور والإناث كذا في المرقاة .
قال الحافظ الزيلعي في نصب الراية بعد ذكر هذا الحديث ما لفظه : ورواه nindex.php?page=showalam&ids=14269الدارقطني وقال تفرد به عبد العزيز الدراوردي عن داود بن صالح عن أمه بهذه الألفاظ ، وروى ابن ماجه nindex.php?page=showalam&ids=14269والدارقطني من حديث حارثة عن عمرة عن عائشة قالت : nindex.php?page=hadith&LINKID=750244كنت أتوضأ أنا ورسول الله صلى الله عليه وسلم من إناء واحد قد أصابت منه الهرة قبل ذلك . قال nindex.php?page=showalam&ids=14269الدارقطني : وحارثة لا بأس به . انتهى ، كذا في نصب الراية .
قوله : ( هذا حديث حسن صحيح ) وأخرجه مالك وأحمد وأبو داود nindex.php?page=showalam&ids=15397والنسائي nindex.php?page=showalam&ids=13478وابن ماجه والدارمي وابن خزيمة nindex.php?page=showalam&ids=13053وابن حبان nindex.php?page=showalam&ids=14070والحاكم nindex.php?page=showalam&ids=14269والدارقطني قال الحافظ في بلوغ المرام : صححه الترمذي وابن خزيمة ، وقال في التلخيص : وصححه nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري nindex.php?page=showalam&ids=13948والترمذي nindex.php?page=showalam&ids=14798والعقيلي nindex.php?page=showalam&ids=14269والدارقطني .
[ ص: 262 ] قوله : ( وهو قول أكثر العلماء من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم والتابعين ومن بعدهم مثل nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي وأحمد وإسحاق لم يروا بسؤر الهرة بأسا ) يعني أن سؤر الهرة طاهر من غير كراهة عند هؤلاء الأئمة وهو قول مالك وغيره من أهل المدينة nindex.php?page=showalam&ids=15124والليث وغيره من أهل مصر nindex.php?page=showalam&ids=13760والأوزاعي وغيره من أهل الشام nindex.php?page=showalam&ids=16004والثوري ومن وافقه من أهل العراق nindex.php?page=showalam&ids=13790والشافعي وأصحابه وأحمد وإسحاق nindex.php?page=showalam&ids=11956وأبي ثور وأبي عبيد وعلقمة وإبراهيم nindex.php?page=showalam&ids=16572وعطاء بن يسار والحسن فيما روى عنه الأشعث nindex.php?page=showalam&ids=16004والثوري فيما روى عنه nindex.php?page=showalam&ids=17032أبو عبد الله محمد بن نصر المروزي كذا ذكره الحافظ nindex.php?page=showalam&ids=13332ابن عبد البر وبه قال أبو يوسف حكاه العيني nindex.php?page=showalam&ids=14695والطحاوي .
وهو رواية عن محمد ذكره الزاهدي في شرح مختصر nindex.php?page=showalam&ids=14972القدوري nindex.php?page=showalam&ids=14695والطحاوي كذا في التعليق الممجد . وقال الحنفية إن سؤر الهرة طاهر مع الكراهة .
واحتج الأولون بأحاديث الباب وقولهم هو الحق والصواب .
واحتج الحنفية بأن أحاديث الباب تدل على طهارته ، والأمر بغسل الإناء بولوغ الهرة وكذلك كونها سبعا يدل بظاهره على نجاسته فأثبتوا حكم الكراهة عملا بهما .
وقال القاري في المرقاة بعد ذكر بعض أحاديث الباب ما لفظه : وأما خبر " nindex.php?page=hadith&LINKID=750247يغسل الإناء من ولوغ الكلب سبعا ومن ولوغ الهرة مرة " فمدرج من قول nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة كما بينه nindex.php?page=showalam&ids=13933البيهقي وغيره وإن خفي على nindex.php?page=showalam&ids=14695الطحاوي ، ولذا قال سؤر الهرة مكروه كراهة تحريم ، قال وأما ما اشتهر بين الناس من أنه عليه الصلاة والسلام قطع ذيل ثوبه الذي رقدت عليه هرة فلا أصل له . انتهى . فأما كونها سبعا فلم يثبت بحديث صحيح وما جاء فيه فهو ضعيف لا يقاوم الأحاديث التي هي نصوص صريحة في أن الهرة ليست بنجسة .
فائدة : قال العلماء يستحب اتخاذ الهرة وتربيتها أخذا من الأحاديث ، وأما حديث حب الهرة من الإيمان فموضوع على ما قاله جماعة كالصغاني ، ذكره القاري .
قوله : ( قد جود مالك هذا الحديث عن nindex.php?page=showalam&ids=12423إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة ) أي صححه وجعله جيدا ، قال الزيلعي في نصب الراية . رواه nindex.php?page=showalam&ids=14070الحاكم في المستدرك وقال وقد صحح مالك هذا الحديث واحتج به في موطئه ، وقد شهد nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري ومسلم لمالك أنه الحكم في حديث المدنيين فوجب الرجوع إلى هذا الحديث في طهارة الهرة قال الشيخ تقي الدين في الإمام ورواه nindex.php?page=showalam&ids=13113ابن خزيمة وابن منده في صحيحيهما ولكن ابن منده قال : وحميدة وخالتها كبشة لا يعرف لهما رواية إلا في هذا الحديث ومحلهما محل الجهالة ولا يثبت هذا الخبر من وجه من الوجوه . قال الشيخ : وإذا لم يعرف حالهما إلا في هذا الحديث فلعل طريق من صححه أن يكون اعتمد على إخراج مالك لروايتهما مع شهرته بالتثبيت .
انتهى ما في نصب الراية ، وقال الحافظ في التلخيص بعد ذكر قول ابن منده متعقبا عليه : فأما قوله لا يعرف لهما إلا هذا الحديث فمتعقب بأن لحميدة حديثا آخر في تشميت العاطس رواه أبو داود ولها ثالث رواه أبو نعيم في المعرفة وأما حالهما فحميدة روى عنها مع إسحاق ابنه يحيى وهو ثقة عند ابن معين ، وأما كبشة فقيل : إنها صحابية فإن ثبت فلا يضر الجهل بحالها والله أعلم . انتهى . قلت قد تقدم أن حميدة ذكرها nindex.php?page=showalam&ids=13053ابن حبان في الثقات ، وقال الحافظ في التقريب مقبولة ، وأما كبشة فقال nindex.php?page=showalam&ids=13053ابن حبان لها صحبة وتبعه الزبير بن بكار وأبو موسى كما في تهذيب التهذيب وقد صحح الحديث nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري nindex.php?page=showalam&ids=13948والترمذي وابن خزيمة وغيرهم كما عرفت ، فقول من عرف مقدم على من لم يعرف .