قوله : ( عن الأسود عن عائشة قالت كان زوج بريرة حرا ) استدل به من قال : إن زوج بريرة كان حرا قال nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري في صحيحه : قول الأسود منقطع ، ثم عائشة عمة القاسم وخالة عروة ، فروايتهما عنها أولى من رواية أجنبي يسمع من وراء حجاب ، كذا في المنتقى . قوله : ( حديث عائشة حديث حسن صحيح ) أراد بحديث عائشة حديثها الذي رواه أولا من طريق nindex.php?page=showalam&ids=17245هشام بن عروة عن أبيه عنها ، وأخرجه مسلم ، وغيره كما عرفت ، وأما حديثها الذي رواه ثانيا عن طريق الأسود عن عائشة فأخرجه الخمسة كما في المنتقى . ( وروي عن عكرمة عن ابن عباس قال : رأيت زوج بريرة ، وكان عبدا يقال له [ ص: 267 ] مغيث ) . أخرجه nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري ( وهكذا روي عن ابن عمر ) أخرجه nindex.php?page=showalam&ids=14269الدارقطني ، nindex.php?page=showalam&ids=13933والبيهقي قال : كان زوج بريرة عبدا ، وفي إسناده ابن أبي ليلى ، وهو ضعيف . قلت : وهكذا روي عن صفية بنت أبي عبيد أن زوج بريرة كان عبدا . أخرجه nindex.php?page=showalam&ids=15397النسائي ، nindex.php?page=showalam&ids=13933والبيهقي بإسناد صحيح ، قال الشوكاني في النيل بعد ذكر عدة أحاديث الباب : والحاصل أنه قد ثبت من طريق ابن عباس ، nindex.php?page=showalam&ids=12وابن عمر وصفية بنت أبي عبيد أنه كان عبدا ، ولم يرو عنهم ما يخالف ذلك ، وثبت عن عائشة من طريق القاسم وعروة أنه كان عبدا ، ومن طريق الأسود أنه كان حرا ورواية اثنين أرجح من رواية واحد على فرض صحة الجميع . فكيف إذا كانت رواية الواحد معلولة بالانقطاع كما قال nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري ( والعمل على هذا عند بعض أهل العلم وقالوا إذا كانت الأمة تحت الحر فأعتقت فلا خيار لها إلخ ) وهو مذهب مالك ، nindex.php?page=showalam&ids=13790والشافعي ، وأحمد وإسحاق والجمهور ، وهو الأقوى دليلا ( وروى أبو عوانة هذا الحديث عن الأعمش عن إبراهيم عن الأسود عن عائشة في قصة بريرة قال الأسود : وكان زوجها حرا ) قال الحافظ في الفتح بعد ذكر روايات عديدة من طريق إبراهيم عن الأسود عن عائشة وغيرها ما لفظه : فدلت الروايات المفصلة التي قدمتها آنفا على أنه مدرج من قول الأسود ، أو من دونه يعني : قوله " وكان زوجها حرا فيكون من أمثلة ما أدرج في أول الخبر ، وهو نادر ، فإن الأكثر أن يكون في آخره ودونه أن يقع في وسطه ، وعلى تقدير أن يكون موصولا فيرجح رواية من قال : كان عبدا بالكثرة ، وأيضا فآل المرء أعرف بحديثه فإن القاسم ابن أخي عائشة وعروة ابن أختها وتابعهما غيرهما ؛ فروايتهما أولى من رواية الأسود فإنهما أقعد بعائشة وأعلم بحديثها ، والله أعلم ، ويترجح أيضا بأن عائشة كانت تذهب إلى أن الأمة إذا أعتقت تحت الحر لا خيار لها ، وهذا بخلاف ما روى العراقيون عنها . فكان يلزم على أصل مذهبهم أن يأخذوا بقولها ويدعوا ما روي عنها ، لاسيما ، وقد اختلف عنها فيه . انتهى . ( وهو قول nindex.php?page=showalam&ids=16004سفيان الثوري وأهل الكوفة ) وهو قول أبي حنيفة وأصحابه [ ص: 268 ] واستدلوا بحديث عائشة من طريق إبراهيم عن الأسود عنها قالت : كان زوج بريرة حرا ، وقد عرفت ما فيه .