[ ص: 326 ] قوله : ( جاءت أم سليم ابنة ملحان ) بكسر الميم وسكون اللام والحاء المهملة هي أم أنس بن مالك وفي اسمها خلاف ، تزوجها مالك بن النضر أبو أنس بن مالك فولدت له أنسا ثم قتل عنها مشركا فأسلمت فخطبها أبو طلحة وهو مشرك فأبت ودعته إلى الإسلام فأسلم وقالت : إني أتزوجك ولا آخذ منك صداقا لإسلامك ، فتزوجها أبو سلمة ، روى عنها خلق كثير .
( إن الله لا يستحيي من الحق ) قدمت هذا القول تمهيدا لعذرها في ذكر ما يستحيا منه ، والمراد بالحياء هنا معناه اللغوي إذ الحياء الشرعي خير كله ، والحياء لغة تغير وانكسار وهو مستحيل في حق الله تعالى فيحمل هنا على أن المراد أن لا يأمر بالحياء في الحق أو لا يمنع من ذكر الحق ، وقد يقال إنما يحتاج إلى التأويل في الإثبات ولا يشترط في النفي أن يكون ممكنا لكن لما كان المفهوم يقتضي أنه يستحيي من غير الحق عاد إلى جانب الإثبات فاحتيج إلى تأويله قاله ابن دقيق العيد كذا في الفتح .
( فضحت النساء يا أم سليم ) إذ حكيت عنهن ما يدل على كثرة شهوتهن ، قاله في مجمع البحار ، وقال الحافظ : هذا يدل على أن كتمان مثل ذلك من [ ص: 327 ] عادتهن لأنه يدل على شدة شهوتهن للرجال .
قوله : ( هذا حديث حسن صحيح ) وأخرجه الشيخان .
قوله : ( وفي الباب عن أم سليم وخولة nindex.php?page=showalam&ids=25وعائشة وأنس ) أما حديث أم سليم فأخرجه مسلم ، وأما حديث خولة فأخرجه nindex.php?page=showalam&ids=15397النسائي وأحمد ، وأما حديث عائشة فأخرجه مسلم ، وأما حديث أنس فأخرجه أيضا مسلم .