[ ص: 552 ] قوله : ( أوصاه في خاصة نفسه ) أي : في حق نفسه خصوصا ، وهو متعلق بـ قوله : ( بتقوى الله ) وهو متعلق بأوصاه وقوله : ( ومن معه ) معطوف على خاصته أي : وفي من معه ( من المسلمين خيرا ) نصب على انتزاع الخافض أي : بخير ، قال الطيبي : و ( من ) في محل الجر ، وهو من باب العطف على عاملين مختلفين كأنه قيل : أوصى بتقوى الله في خاصة نفسه ، وأوصى بخير في من معه من المسلمين ، وفي اختصاص التقوى بخاصة نفسه والخير بمن معه من المسلمين إشارة أن عليه أن يشد على نفسه فيما يأتي ويذر ، وأن يسهل على من معه من المسلمين ويرفق بهم كما ورد nindex.php?page=hadith&LINKID=754839يسروا ، ولا تعسروا وبشروا ، ولا تنفروا ( فقال اغزوا بسم الله ) أي : مستعينين بذكره ( في سبيل الله ) أي : لأجل مرضاته وإعلاء دينه ( قاتلوا من كفر بالله ) جملة موضحة لـ ( اغزوا ) ( اغزوا ، ولا تغلوا ) وفي المشكاة : فلا تغلوا ، قال القاري : أعاد قوله اغزوا ليعقبه بالمذكورات بعده . انتهى ، وهو بضم الغين المعجمة وتشديد اللام أي : لا تخونوا في الغنيمة . ( ولا تغدروا ) بكسر الدال أي : لا تنقضوا العهد ، وقيل لا تحاربوهم قبل أن تدعوهم إلى الإسلام ( ولا تمثلوا ) بضم المثلثة ، قال النووي في تهذيبه : مثل به يمثل كقتل إذا قطع أطرافه ، وفي القاموس : مثل بفلان مثلا ومثلة بالضم نكل كمثل تمثيلا ، وقال الجزري في النهاية : يقال مثلت بالحيوان أمثل به مثلا إذا قطعت أطرافه وشوهت به ، ومثلت بالقتيل إذا جدعت أنفه ، أو أذنه ، أو مذاكيره ، أو شيئا من أطرافه ، والاسم : المثلة فأما مثل بالتشديد فهو للمبالغة . انتهى . ( ولا تقتلوا وليدا ) أي : طفلا صغيرا ( وفي الحديث قصة ) رواها مسلم بطولها .
قوله : ( وفي الباب عن ابن مسعود nindex.php?page=showalam&ids=75وشداد بن أوس وسمرة والمغيرة ويعلى بن مرة وأبي أيوب ) قال الشوكاني قد وردت في ذلك أحاديث كثيرة . انتهى . قلت : ذكر بعضا منها nindex.php?page=showalam&ids=14695الطحاوي في شرح الآثار . [ ص: 553 ] قوله : ( حديث بريدة حديث حسن صحيح ) وأخرجه مسلم . قوله : ( وكره أهل العلم المثلة ) أي : حرموها فالمراد بالكراهة التحريم ، وقد عرفت في المقدمة أن السلف رحمهم الله يطلقون الكراهة ويريدون بها الحرمة .