قوله : ( أن قريشا أهمتهم ) وفي المشكاة أهمهم بالتذكير أي : أحزنهم وأوقعهم في الهم ، قال التوربشتي يقال : أهمني الأمر إذا أقلقك وأحزنك ( شأن المرأة المخزومية ) أي : المنسوبة إلى بني مخزوم قبيلة كبيرة من قريش منهم أبو جهل ، وهي فاطمة بنت الأسود بن عبد الأسد بنت أخي أبي سلمة ( التي سرقت ) أي : وكانت تستعير المتاع وتجحده أيضا ، وقد أمر النبي صلى الله عليه وسلم بقطع يدها ( فقالوا ) أي [ ص: 581 ] قومها ( من يكلم ) أي : بالشفاعة ( فيها ) أي : في شأنها ظنا منهم أن الحدود تندرئ بالشفاعة كما أنها تندرئ بالشبهة ( من يجترئ عليه ) أي : من يتجاسر عليه ( إلا أسامة بن زيد حب رسول الله صلى الله عليه وسلم ) بكسر الحاء أي : محبوبه ، وهو بالرفع عطف بيان ، أو بدل من أسامة ، قال النووي : معنى يجترئ يتجاسر عليه بطريق الإدلال ، وهذه منقبة ظاهرة لأسامة ( فكلمه أسامة ) أي : فكلموا أسامة فكلمه أسامة ظنا منه أن كل شفاعة حسنة مقبولة ، وذهولا عن قوله تعالى من يشفع شفاعة حسنة يكن له نصيب منها ومن يشفع شفاعة سيئة يكن له كفل منها . ( أتشفع في حد من حدود الله ) الاستفهام للتوبيخ ( ثم قام فاختطب ) أي : بالغ في خطبته ، أو أظهر خطبته ، قاله القاري ، وقال : وهو أحسن من قول الشارح أي : خطب ( إنما أهلك ) بصيغة الفاعل قال القاري : وفي نسخة يعني : من المشكاة على بناء المفعول ( الذين من قبلكم ) يحتمل كلهم ، أو بعضهم ( أنهم كانوا ) أي : كونهم إذا سرق إلخ ، أو ما أهلكهم إلا لأنهم كانوا والحصر ادعائي إذ كانت فيهم أمور كثيرة من جملتها - أنهم كانوا ( إذا سرق فيهم الشريف ) أي : القوي ( تركوه ) أي : بلا إقامة الحد عليه ( nindex.php?page=hadith&LINKID=876067وإذا سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه الحد ) أي : القطع ، أو غيره ( وايم الله ) بهمزة وصل وسكون ياء وضم ميم وبكسر وبفتح همزة ويكسر ، ففي القاموس وإيمن الله وإيم الله بكسر أولهما وإيم الله بكسر الهمزة والميم ، وهو اسم وضع للقسم ، والتقدير أيمن الله قسمي ، وفي النهاية : وأيم الله من ألفاظ القسم ، وفي همزها الفتح والكسر والقطع والوصل ، وفي شرح الجزرية لابن المصنف : الأصل فيها الكسر ؛ لأنها همزة وصل لسقوطها ، وإنما فتحت في هذا الاسم ؛ لأنه ناب مناب حرف القسم ، وهو الواو ففتحت لفتحها ، وهو عند البصريين مفرد وعند nindex.php?page=showalam&ids=16076سيبويه من اليمن بمعنى البركة ، فكأنه قال : بركة الله قسمي ، وذهب الكوفيون إلى أنه جمع يمين وهمزته همزة قطع ، وإنما سقطت في الوصل لكثرة الاستعمال ، وفي المشارق لعياض : وأيم الله بقطع الألف ووصلها أصله أيمن فلما كثر في كلامهم حذف النون فقالوا أيم الله وقالوا أم الله وم الله . انتهى ، وفيه لغات كثيرة ذكرت في القاموس . ( لو أن nindex.php?page=showalam&ids=129فاطمة بنت محمد إلخ ) إنما ضرب المثل بفاطمة ؛ لأنها أعز أهله صلى الله عليه وسلم .
قوله : ( وفي الباب عن [ ص: 582 ] مسعود بن العجماء ، ويقال ابن الأعجم nindex.php?page=showalam&ids=12وابن عمر وجابر ) أما حديث مسعود وجابر فلينظر من أخرجه ، وأما حديث ابن عمر فأخرجه أحمد ، وأبو داود ، وفي الباب عن nindex.php?page=showalam&ids=15الزبير بن العوام أنه لقي رجلا قد أخذ سارقا ، وهو يريد أن يذهب به إلى السلطان فشفع له الزبير ليرسله . فقال : لا حتى أبلغ به السلطان فقال الزبير : إنما الشفاعة قبل أن يبلغ إلى السلطان فإذا بلغ إليه فقد لعن الشافع والمشفع . رواه مالك . قوله : ( حديث عائشة حديث حسن صحيح ) وأخرجه الشيخان ، وأبو داود ، nindex.php?page=showalam&ids=15397والنسائي ، nindex.php?page=showalam&ids=13478وابن ماجه .