قوله : ( وكان إذا جاء بقوم ليلا لم يغر عليهم ) من الإغارة ( حتى يصبح ) ليعرف بالأذان أنه بلاد الإسلام فيمسك أو أنه من بلاد الكفار فيغير ( خرجت يهود بمساحيهم ) جمع مسحاة وهي المجرفة من الحديد وميمه زائدة من السحو بمعنى الكشف والإزالة لما يكشف به الطين عن وجه الأرض ( ومكاتلهم ) جمع مكتل بكسر الميم وهو الزنبيل الكبير ( قالوا محمد ) أي هذا محمد أو جاء محمد ( وافق والله محمد الخميس ) بالنصب والمعنى جاء محمد مع الخميس وهو الجيش سمي به لأنه مقسم خمسة : المقدمة والساقة والميمنة والميسرة والقلب ( خربت خيبر ) خبرا أو دعاء ( إنا ) أي معشر الإسلام أو معاشر الأنبياء عليهم الصلاة والسلام ( وإذا نزلنا بساحة قوم ) قال الطيبي : جملة مستأنفة بيان لموجب خراب خيبر . وقوله الله أكبر فيه معنى التعجب من أنه تعالى قدر نزوله بساحتهم بعدما أنذروا ثم أصبحهم وهم غافلون عن ذلك . وفي شرح مسلم الساحة الفضاء وأصلها الفضاء بين المنازل ( فساء صباح المنذرين ) بفتح الذال المعجمة أي الكفار واللام للعهد . أي بئس صباحهم لنزول عذاب الله بالقتل والإغارة عليهم إن لم يؤمنوا . وفيه اقتباس من قوله تعالى : أفبعذابنا يستعجلون فإذا نزل بساحتهم فساء صباح المنذرين .