[ ص: 169 ] قوله : ( أخبرني أبو الفيض ) اسمه موسى بن أيوب ، ويقال ابن أبي أيوب المهري الحمصي مشهور بكنيته ثقة من الرابعة ( قال سمعت nindex.php?page=showalam&ids=16027سليم بن عامر ) بضم السين ، وفتح اللام مصغرا الكلاعي ويقال الخبائري الحمصي ثقة من الثالثة غلط من قال إنه أدرك النبي صلى الله عليه وسلم .
قوله : ( كان بين معاوية وبين أهل الروم عهد ) أي إلى وقت معهود ( وكان يسير في بلادهم ) أنه يذهب معاوية قبل انقضاء العهد ليقرب من بلادهم حين انقضى العهد ( حتى إذا انقضى العهد ) أي زمانه ( وهو يقول الله أكبر وفاء لا غدر ) فيه اختصار وحذف لضيق المقام أي ليكن منكم وفاء لا غدر ، يعني بعيد من أهل الله وأمة محمد صلى الله عليه وسلم ارتكاب الغدر ، وللاستبعاد صدر الجملة بقوله الله أكبر ( وإذا هو nindex.php?page=showalam&ids=81عمرو بن عبسة ) بفتح العين المهملة والباء الموحدة والسين المهملة ، كنيته أبو نجيح أسلم قديما في أول الإسلام قيل : كان رابع أربعة في الإسلام عداده في الشاميين ، قال في شرح السنة : وإنما كره nindex.php?page=showalam&ids=81عمرو بن عبسة ذلك لأنه إذا هادنهم إلى مدة وهو مقيم في وطنه ، فقد صارت مدة مسيره بعد انقضاء المدة المضروبة كالمشروط مع المدة في أن لا يغزوهم فيها ، فإذا صار إليهم في أيام الهدنة كان إيقاعه قبل الوقت الذي يتوقعونه فعد ذلك عمرو غدرا ، [ ص: 170 ] وأما إن نقض أهل الهدنة بأن ظهرت منهم خيانة فله أن يسير إليهم على غفلة منهم ، ( فسأله معاوية عن ذلك ) أي عن دليل ما ذكره ( فلا يحلن عهدا ) أي عقد عهد ( ولا يشدنه ) أراد به المبالغة عن عدم التغيير وإلا فلا مانع من الزيادة في العهد والتأكيد . والمعنى لا يغيرن عهدا ولا ينقضنه بوجه ( حتى يمضي أمده ) بفتحتين أي تنقضي غايته ( أو ينبذ ) بكسر الباء أي يرمي عهدهم ( إليهم ) بأن يخبرهم بأنه نقض العهد على تقدير خوف الخيانة منهم ( على سواء ) أي ليكون خصمه مساويا معه في النقض كيلا يكون ذلك منه غدرا ، لقوله تعالى : وإما تخافن من قوم خيانة فانبذ إليهم على سواء قال الطيبي : على سواء حال ، قال المظهر : أي يعلمهم أنه يريد أن يغزوهم وأن الصلح قد ارتفع ، فيكون الفريقان في علم ذلك سواء .