قوله : ( لا يكلم ) بضم أوله وسكون الكاف وفتح اللام أي يجرح ( أحد في سبيل الله ) قال السيوطي : أي سواء مات صاحبه منه أم لا كما يؤخذ من رواية الترمذي ( والله أعلم بمن يكلم في سبيله ) جملة معترضة بين المستثنى والمستثنى منه . قال النووي : هذا تنبيه على الإخلاص في الغزو ، وأن الثواب المذكور فيه إنما هو لمن أخلص فيه وقاتل لتكون كلمة الله هي العليا . قالوا : وهذا الفضل وإن كان ظاهره أنه في قتال الكفار ، فيدخل فيه من خرج في سبيل الله في قتال البغاة وقطاع [ ص: 244 ] الطريق وفي إقامة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ونحو ذلك ( إلا جاء يوم القيامة اللون لون الدم والريح ريح المسك ) وفي رواية مسلم : إلا جاء يوم القيامة وجرحه يثعب ، اللون لون الدم والريح ريح مسك . قال النووي : قوله صلى الله عليه وسلم : " وجرحه يثعب " هو بفتح الياء والعين وإسكان المثلثة بينهما ومعناه يجري متفجرا أي كثيرا ، قال : والحكمة في مجيئه يوم القيامة كذلك أن يكون معه شاهد فضيلته وبذله نفسه في طاعة الله تعالى انتهى .
قوله : ( هذا حديث صحيح ) وأخرجه الشيخان nindex.php?page=showalam&ids=15397والنسائي