قوله : ( عن عاصم بن محمد ) بن زيد بن عبد الله بن عمر بن الخطاب العمري المدني ثقة [ ص: 260 ] من السابعة ( عن أبيه ) أي nindex.php?page=showalam&ids=16963محمد بن زيد بن عبد الله بن عمر المدني ثقة من الثالثة .
قوله : ( ما أعلم من الوحدة ) ما موصولة والمعنى لو يعلم الناس ما أعلم ما في الوحدة من الآفات التي تحصل من ذلك ( ما سار راكب بليل يعني وحده ) ما نافية ، قال الطيبي : وكان من حق الظاهر أن يقال : ما سار أحد وحده ، فقيده بالراكب والليل لأن الخطر بالليل أكثر ، فإن انبعاث الشر فيه أكثر والتحرز منه أصعب ، ومنه قولهم : الليل أخفى للويل ، وقولهم : اعذر الليل لأنه إذا أظلم كثر فيه العذر لا سيما إذا كان راكبا فإن له خوف وجل المركوب من النفور من أدنى شيء والتهوي في الوحدة بخلاف الراجل .
قال القاري : ويمكن التقييد بالراكب ليفيد أن الراجل ممنوع بطريق الأولى ولئلا يتوهم أن الوحدة لا تطلق على الراكب كما لا يخفى انتهى . قال ابن المنير : السير لمصلحة الحرب أخص من السفر ، والخبر ورد في السفر ، فيؤخذ من حديث جابر جواز السفر منفردا للضرورة والمصلحة التي لا تنتظم إلا بالانفراد ، كإرسال الجاسوس والطليعة والكراهة لما عدا ذلك ، ويحتمل أن تكون حالة الجواز مقيدة بالحاجة عند الأمن ، وحالة المنع مقيدة بالخوف حيث لا ضرورة . وقد وقع في كتب المغازي : بعث كل من حذيفة ونعيم بن مسعود وعبد الله بن أنيس nindex.php?page=showalam&ids=188وخوات بن جبير nindex.php?page=showalam&ids=243وعمرو بن أمية وسالم بن عمير في عدة مواطن وبعضها في الصحيح ذكره الحافظ في الفتح .