قوله : ( عن عروة بن المغيرة بن شعبة ) الثقفي كنيته أبو يعفور الكوفي ثقة .
قوله : ( لبس ) أي في السفر ( جبة ) بضم الجيم وتشديد الموحدة ثوبان بينهما قطن إلا أن يكونا من صوف ، فقد تكون واحدة غير محشوة ، وقد قيل : جبة البرد ، جنة البرد بضم الجيم وفتحها ( رومية ) بتشديد الياء لا غير . قال ميرك : ولأبي داود : nindex.php?page=hadith&LINKID=755596جبة من صوف من جباب الروم ، لكن وقع في أكثر روايات الصحيحين وغيرهما : جبة شامية ، ولا منافاة بينهما ؛ لأن الشام حينئذ داخل تحت حكم قيصر ملك الروم فكأنهما واحد من حيث الملك ، ويمكن أن يكون نسبة هيئتها المعتاد لبسها إلى أحدهما ونسبة خياطتها أو إتيانها إلى الأخرى ( ضيقة الكمين ) بيان رومية أو صفة ثانية ، وهذا كان في سفر كما دل عليه رواية من طريق زكريا بن زائدة عن الشعبي بهذا الإسناد عن المغيرة قال : كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم في سفر إلخ ، ووقع في رواية مالك وأحمد وأبي داود أن ذلك كان في غزوة تبوك ، ذكره ميرك ، ثم قال : ومن فوائد الحديث الانتفاع بثياب الكفار حتى يتحقق نجاستها ؛ لأنه صلى الله عليه وسلم لبس الجبة الرومية ولم يستفصل .
واستدل به القرطبي على أن الصوف لا ينجس بالموت ؛ لأن الجبة كانت شامية ، وكانت الشام إذ ذاك دار كفر .
[ ص: 378 ] قوله : ( هذا حديث حسن صحيح ) وأخرجه الشيخان وغيرهما .