قوله : ( فليمط ) بضم الياء وكسر الميم من الإماطة أي فليزل ( ما رابه منها ) أي من اللقمة [ ص: 425 ] الساقطة ، والمعنى فليزل ولينح ما يكره من غبار وتراب وقذى ونحو ذلك . قال في المجمع : رابني الشيء وأرابني بمعنى شككني . وقال فيه أيضا : وفي حديث فاطمة : يريبني ما يريبها أي يسوءني ما يسوءها ويزعجني ما يزعجها ، من رابني وأرابني إذا رأيت منه ما تكره انتهى ، وفي رواية مسلم فليأخذها فليمط ما كان بها من أذى ( ثم ليطعمها ) في رواية مسلم : وليأكلها ( ولا يدعها ) بفتح الدال أي لا يتركها ( للشيطان ) قال التوربشتي : إنما صار تركها للشيطان ؛ لأن فيه إضاعة نعمة الله والاستحقار بها من غير ما بأس ، ثم إنه من أخلاق المتكبرين ، والمانع عن تناول تلك اللقمة في الغالب هو الكبر وذلك من عمل الشيطان انتهى . قال النووي : في الحديث استحباب أكل اللقمة الساقطة بعد مسح أذى يصيبها ، هذا إذا لم تقع على موضع نجس ، فإن وقعت على موضع نجس تنجست ، ولا بد من غسلها إن أمكن ، فإن تعذر أطعمها حيوانا ولا يتركها للشيطان انتهى . وحديث جابر هذا أخرجه مسلم .
قوله : ( وفي الباب عن أنس ) أخرجه الترمذي بعد هذا .