191 حدثنا بشر بن معاذ البصري حدثنا إبراهيم بن عبد العزيز بن عبد الملك بن أبي محذورة قال أخبرني أبي وجدي جميعا عن nindex.php?page=showalam&ids=95أبي محذورة nindex.php?page=hadith&LINKID=662546أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أقعده وألقى عليه الأذان حرفا حرفا قال إبراهيم مثل أذاننا قال بشر فقلت له أعد علي فوصف الأذان بالترجيع قال أبو عيسى حديث nindex.php?page=showalam&ids=95أبي محذورة في الأذان حديث صحيح وقد روي عنه من غير وجه وعليه العمل بمكة وهو قول nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي
( باب ما جاء في الترجيع في الأذان ) هو إعادة الشهادتين بصوت عال بعد ذكرهما بخفض الصوت ، قال ابن قدامة في المغني : اختيار أحمد من الأذان أذان بلال وهو خمس عشرة كلمة لا ترجيع فيه ، وبهذا قال الثوري وأصحاب الرأي وإسحاق ، وقال مالك nindex.php?page=showalam&ids=13790والشافعي ومن تبعهما من أهل الحجاز الأذان المسنون أذان nindex.php?page=showalam&ids=95أبي محذورة وهو مثل ما وصفنا إلا أنه ليس فيه الترجيع وهو أن يذكر الشهادتين مرتين مرتين يخفض [ ص: 485 ] بذلك صوته ، ثم يعيدهما رافعا بهما صوته إلا أن nindex.php?page=showalam&ids=16867مالكا قال : التكبير في أوله مرتان حسب فيكون الأذان عنده سبع عشرة كلمة وعند nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي تسع عشرة كلمة ، انتهى .
قوله : ( ثنا إبراهيم بن عبد العزيز بن عبد الملك بن أبي محذورة ) الجمحي المكي يكنى أبا إسماعيل ، صدوق يخطئ ( قال أخبرني أبي وجدي جميعا عن nindex.php?page=showalam&ids=95أبي محذورة ) أما أبوه فهو عبد العزيز بن عبد الملك بن أبي محذورة ، قال الحافظ في التقريب مقبول ، وأما جده فهو عبد الملك بن أبي محذورة ، قال في التقريب مقبول ، وقال في الخلاصة : وثقه nindex.php?page=showalam&ids=13053ابن حبان .
قوله : ( وألقى عليه الأذان حرفا حرفا ) أي لقنه الأذان كلمة كلمة ( قال إبراهيم ) هو ابن عبد العزيز المذكور في السند ( قال بشر ) هو ابن معاذ شيخ الترمذي ( فقلت له ) أي لإبراهيم ( فوصف الأذان بالترجيع ) كذا روى الترمذي هذا الحديث مختصرا ورواه أبو داود nindex.php?page=showalam&ids=15397والنسائي مطولا . قوله : ( حديث nindex.php?page=showalam&ids=95أبي محذورة في الأذان حديث صحيح وقد روي من غير وجه ) أي من غير طريق واحدة ، بل من طرق عديدة رواه مسلم وأبو داود nindex.php?page=showalam&ids=15397والنسائي وغيرهم وله ألفاظ وطرق .
قوله : ( وعليه العمل بمكة وهو قول nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي ) قال النووي في شرح مسلم في شرح حديث nindex.php?page=showalam&ids=95أبي محذورة : في هذا الحديث حجة بينة ودلالة واضحة لمذهب مالك nindex.php?page=showalam&ids=13790والشافعي وجمهور العلماء أن الترجيع في الأذان ثابت مشروع وهو العود إلى الشهادتين مرتين برفع الصوت بعد قولهما مرتين بخفض الصوت ، وقال أبو حنيفة والكوفيون : لا يشرع الترجيع عملا بحديث nindex.php?page=showalam&ids=113عبد الله بن زيد ، فإنه ليس فيه ترجيع ، وحجة الجمهور هذا الحديث الصحيح والزيادة مقدمة ، مع أن حديث nindex.php?page=showalam&ids=95أبي محذورة هذا متأخر عن حديث nindex.php?page=showalam&ids=113عبد الله بن زيد فإن حديث nindex.php?page=showalam&ids=95أبي محذورة سنة ثمان من الهجرة بعد حنين ، وحديث ابن زيد في أول الأمر وانضم إلى هذا كله عمل أهل مكة والمدينة وسائر الأمصار . انتهى كلام النووي .
واحتج الجمهور على مشروعية الترجيع وثبوته بروايات nindex.php?page=showalam&ids=95أبي محذورة وهي [ ص: 486 ] نصوص صريحة فيه :
فمنها : الروايتان اللتان ذكرهما الترمذي في هذا الباب .
وأجاب عن هذه الروايات من لم يقل بالترجيع بأجوبة كلها مخدوشة واهية جدا ، فمنها ما ذكره ابن الهمام في فتح القدير فقال : روى nindex.php?page=showalam&ids=14687الطبراني في الأوسط عن nindex.php?page=showalam&ids=95أبي محذورة يقول : ألقى علي رسول الله صلى الله عليه وسلم الأذان حرفا حرفا الله أكبر . . . إلخ ، ولم يذكر ترجيعا فتعارضا فتساقطا ويبقى حديث ابن عمر وعبد الله بن زيد سالما عن المعارضة ، انتهى . ورده القاري في المرقاة شرح المشكاة حيث قال : وفيه أن عدم ذكره في حديث لا يعد معارضا ؛ لأن من حفظ حجة على من لم يحفظ ، والزيادة من الثقة مقبولة ، نعم لو صرح بالنفي كان معارضا مع أن المثبت مقدم على النافي ، انتهى .
ومنها : ما قال nindex.php?page=showalam&ids=11890ابن الجوزي في التحقيق من أن أبا محذورة كان كافرا قبل أن يسلم ، فلما أسلم ولقنه النبي صلى الله عليه وسلم الأذان أعاد عليه الشهادة وكررها لتثبت عنده ويحفظها ويكررها على أصحابه المشركين ، فلما كررها عليه ظنها من الأذان .
قلت : ولرد هذه الأقوال وجوه أخرى ، منها أن فيها سوء الظن nindex.php?page=showalam&ids=95بأبي محذورة ونسبة الخطأ إليه من غير دليل ، ومنها أن أبا محذورة كان مقيما بمكة مؤذنا لأهلها إلى أن توفي وكانت وفاته سنة 59 [ ص: 488 ] تسع وخمسين وكل من كان في هذه المدة بمكة من الصحابة ومن التابعين كانوا يسمعون تأذينه بالترجيع وكذلك يسمع كل من يرد في مكة في مواسم الحج وهي مجمع المسلمين فيها ، فلو كان ترجيع nindex.php?page=showalam&ids=95أبي محذورة غير مشروع وكان من خطئه لأنكروا عليه ولم يقروه على خطئه ، ولكن لم يثبت إنكار أحد من الصحابة وغيرهم على nindex.php?page=showalam&ids=95أبي محذورة في ترجيعه في الأذان ، فظهر بهذا بطلان تلك الأقوال وثبت أن الترجيع من سنة الأذان ، بل ثبت إجماع الصحابة على سنيته على طريق الحنفية فتفكر ، وقد بسطنا الكلام في هذه المسألة في كتابنا " أبكار المنن في نقد آثار السنن " .
وأجيب عنه بأنه يستفاد منه أيضا أن الأذان ليس فيه تربيع التكبير ولا تثنية باقي الكلمات ، فما هو الجواب عنهما هو الجواب عن الترجيع .
واستدل أيضا بحديث nindex.php?page=showalam&ids=113عبد الله بن زيد ، قال nindex.php?page=showalam&ids=11890ابن الجوزي في التحقيق : حديث nindex.php?page=showalam&ids=113عبد الله بن زيد هو أصل في التأذين وليس فيه ترجيع فدل على أن الترجيع غير مسنون ، انتهى . وقد عرفت جوابه في كلام النووي ، وقال nindex.php?page=showalam&ids=14695الطحاوي في شرح الآثار : كره قوم أن يقال في أذان الصبح : الصلاة خير من النوم ، واحتجوا في ذلك بحديث nindex.php?page=showalam&ids=113عبد الله بن زيد في الأذان ، وخالفهم في ذلك آخرون فاستحبوا أن يقال ذلك في التأذين للصبح بعد الفلاح . وكان الحجة لهم في ذلك أنه ، وإن لم يكن ذلك في حديث nindex.php?page=showalam&ids=113عبد الله بن زيد فقد علمه رسول الله صلى الله عليه وسلم أبا محذورة بعد ذلك ، فلما علمه رسول الله صلى الله عليه وسلم ذلك أبا محذورة كان زيادة على ما في حديث nindex.php?page=showalam&ids=113عبد الله بن زيد ووجب استعمالها . انتهى كلام nindex.php?page=showalam&ids=14695الطحاوي .
قلت : فكذلك يقال إن الترجيع ، وإن لم يكن في حديث nindex.php?page=showalam&ids=113عبد الله بن زيد فقد علمه رسول الله صلى الله عليه وسلم أبا محذورة بعد ذلك ، فلما علمه رسول الله صلى الله عليه وسلم ذلك أبا محذورة كان زيادة على ما في حديث nindex.php?page=showalam&ids=113عبد الله بن زيد فوجب استعماله .