( باب ما جاء في أكل القثاء بالرطب ) قال في المصباح : القثاء بكسر القاف وتشديد الثاء المثلثة ويجوز ضم القاف وهو اسم جنس لما يقوله الناس الخيار ، وبعض الناس يطلق القثاء على نوع يشبه الخيار وهو مطابق لقول الفقهاء : لو حلف لا يأكل الفاكهة حنث بالقثاء والخيار ، وهو يقتضي أن يكون نوعا غيره فتفسير القثاء بالخيار تسامح انتهى .

قوله : ( حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=12374إبراهيم بن سعد ) هو الزهري أبو إسحاق المدني ( عن أبيه ) أي nindex.php?page=showalam&ids=15975سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف ( عن عبد الله بن جعفر ) بن أبي طالب الهاشمي ( كان النبي صلى الله عليه وسلم يأكل القثاء بالرطب ) وقع في رواية nindex.php?page=showalam&ids=14687الطبراني صفة أكله لهما ، فأخرج في الأوسط من حديث عبد الله بن جعفر قال : nindex.php?page=hadith&LINKID=876701رأيت في يمين النبي صلى الله عليه وسلم قثاء وفي شماله رطبا وهو يأكل من ذا مرة ومن [ ص: 469 ] ذا مرة ، وفي سنده ضعف ، كذا في الفتح قال النووي : فيه جواز أكلهما معا والتوسع في الأطعمة ، ولا خلاف بين العلماء في جواز هذا ، وما نقل عن بعض السلف من خلاف هذا فمحمول على كراهة اعتياد التوسع والترفه والإكثار منه لغير مصلحة دينية انتهى .

وقال القرطبي : يؤخذ من هذا الحديث جواز مراعاة صفات الأطعمة وطبائعها واستعمالها على الوجه الأليق بها على قاعدة الطب لأن في الرطب حرارة وفي القثاء برودة فإذا أكلا معا اعتدلا ، وهذا أصل كبير في المركبات من الأدوية ، ومن فوائد أكل هذا المركب المعتدل تعديل المزاج وتسمين البدن كما أخرجه ابن ماجه من حديث عائشة أنها قالت : nindex.php?page=hadith&LINKID=876702أرادت أمي أن تهيئني للسمن لتدخلني على النبي صلى الله عليه وسلم ، فما استقام لها ذلك حتى أكلت الرطب بالقثاء ، فسمنت كأحسن السمن انتهى .

قوله : ( هذا حديث حسن صحيح غريب ) وأخرجه أحمد والشيخان وأبو داود nindex.php?page=showalam&ids=13478وابن ماجه وأبو يعلى .