كتاب الأشربة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم باب ما جاء في شارب الخمر
1861 حدثنا أبو زكريا يحيى بن درست البصري حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=15743حماد بن زيد عن nindex.php?page=showalam&ids=12341أيوب عن nindex.php?page=showalam&ids=17191نافع عن nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر قال nindex.php?page=hadith&LINKID=664154قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كل مسكر خمر وكل مسكر حرام ومن شرب الخمر في الدنيا فمات وهو يدمنها لم يشربها في الآخرة قال وفي الباب عن أبي هريرة وأبي سعيد وعبد الله بن عمرو وابن عباس وعبادة وأبي مالك الأشعري قال أبو عيسى حديث ابن عمر حديث حسن صحيح وقد روي من غير وجه عن نافع عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم ورواه مالك بن أنس عن نافع عن ابن عمر موقوفا فلم يرفعه
[ ص: 486 ] قوله : ( أبواب الأشربة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ) جمع شراب وهو ما يشرب من ماء وغيره من المائعات .
( باب ما جاء في شارب الخمر ) أي من الوعيد والتهديد .
قوله : ( حدثنا يحيى بن درست ) بضم الدال والراء المهملتين وسكون السين المهملة ابن زياد البصري ثقة ، روى عن حماد بن زيد وإسماعيل القناد ، وعنه الترمذي nindex.php?page=showalam&ids=15397والنسائي ، nindex.php?page=showalam&ids=13478وابن ماجه وغيرهم ، كذا في التقريب والخلاصة ( كل مسكر خمر ) فيه دليل على أن كل مسكر يسمى خمرا وهو مذهب الجمهور وهو القول المنصور ، وسيأتي الكلام في هذا في باب الحبوب التي يتخذ منها الخمر ( وكل مسكر حرام ) قال النووي : فيه تصريح بتحريم جميع الأنبذة المسكرة وأن كلها تسمى خمرا سواء في ذلك الفضيخ ونبيذ التمر والرطب والبسر والزبيب والشعير والذرة والعسل وغيرها ، هذا مذهبنا وبه قال مالك وأحمد والجماهير من السلف والخلف انتهى ( فمات وهو يدمنها ) أي يداوم على شربها بأن لم يتب عنها حتى مات على ذلك . قال في القاموس : أدمن الشيء أدامه ( لم يشربها في الآخرة ) وفي رواية لمسلم : nindex.php?page=hadith&LINKID=756058من شرب الخمر في الدنيا فلم يتب منها حرمها في الآخرة . قال النووي : معناه أنه يحرم شربها في الجنة وإن دخلها ، فإنها من فاخر شراب الجنة فيمنعها هذا العاصي بشربها في الدنيا ، قيل إنه ينسى شهوتها لأن الجنة فيها كل ما يشتهى ، وقيل لا يشتهيها وإن [ ص: 487 ] ذكرها ويكون هذا نقص نعيم في حقه تمييزا بينه وبين تارك شربها وفي هذا الحديث دليل على أن التوبة تكفر المعاصي الكبائر وهو مجمع عليه انتهى . وقال الجزري في النهاية : هذا من باب التعليق في البيان أراد أنه لم يدخل الجنة لأن الخمر من شراب أهل الجنة فإذا لم يشربها في الآخرة لم يكن قد دخل الجنة انتهى . وكذلك قال nindex.php?page=showalam&ids=14228الخطابي والبغوي والأولى عندي أن يحمل قوله صلى الله عليه وسلم : " لم يشربها في الآخرة " على ظاهره ، ففي إحدى روايات nindex.php?page=showalam&ids=13933البيهقي : nindex.php?page=hadith&LINKID=876718من شرب الخمر في الدنيا ولم يتب لم يشربها في الآخرة وإن دخل الجنة . روى أحمد بسند حسن عن عبد الله بن عمرو رفعه : nindex.php?page=hadith&LINKID=756059 " من مات من أمتي وهو يشرب الخمر حرم الله عليه شربها في الجنة " . وفي حديث أبي سعيد مرفوعا : nindex.php?page=hadith&LINKID=755550من لبس الحرير في الدنيا لم يلبسه في الآخرة وإن دخل الجنة لبسه أهل الجنة ولم يلبسه هو ، أخرجه الطيالسي وصححه nindex.php?page=showalam&ids=13053ابن حبان . قال nindex.php?page=showalam&ids=12815ابن العربي : ظاهر الحديثين أنه لا يشرب الخمر في الجنة ولا يلبس الحرير فيها ، وذلك لأنه استعجل ما أمر بتأخيره ووعد به فحرمه عند ميقاته . كالوارث فإنه إذا قتل مورثه فإنه يحرم ميراثه لاستعجاله ، وبهذا قال نفر من الصحابة ومن العلماء انتهى . وقال القرطبي : ظاهر الحديث تأييد التحريم ، فإن دخل الجنة شرب من جميع أشربتها إلا الخمر ومع ذلك فلا يتألم لعدم شربها ولا يحسد من يشربها ويكون حاله كحال أصحاب المنازل في الخفض والرفعة ، فكما لا يشتهي منزلة من هو أرفع منه لا يشتهيها أيضا وليس ذلك بعقوبة له انتهى .