وهو تمني الشخص زوال النعمة عن مستحق لها أعم من أن يسعى في ذلك أو لا ، فإن [ ص: 55 ] سعى كان باغيا ، وإن لم يسع في ذلك ولا أظهره ولا تسبب في تأكيد أسباب الكراهة التي نهي المسلم عنها في حق المسلم نظر ، فإن كان المانع له من ذلك العجز بحيث لو تمكن لفعل فهذا مأزور ، وإن كان المانع له من ذلك التقوى فقد يعذر لأنه لا يستطيع دفع الخواطر النفسانية فيكفيه في مجاهداتها أن لا يعمل بها ولا يعزم على العمل بها ، وقد أخرج عبد الرزاق عن معمر عن إسماعيل ابن علية رفعه : nindex.php?page=hadith&LINKID=3508951ثلاث لا يسلم منها أحد : الطيرة والظن والحسد ، قيل فما المخرج منها يا رسول الله ؟ قال : إذا تطيرت فلا ترجع ، وإذا ظننت فلا تحقق ، وإذا حسدت فلا تبغ، وعن nindex.php?page=showalam&ids=14102الحسن البصري قال : " ما من آدمي إلا وفيه الحسد ، فمن لم يجاوز ذلك إلى البغي والظلم لم يتبعه منه شيء " ، كذا في فتح الباري .
قوله : ( لا تقاطعوا ) أي لا يقاطع بعضكم بعضا ، والتقاطع ضد التواصل ( ولا تدابروا ) قال nindex.php?page=showalam&ids=14228الخطابي : لا تتهاجروا فيهجر أحدكم أخاه ، مأخوذ من تولية الرجل الآخر دبره إذا أعرض عنه حين يراه ، وقال nindex.php?page=showalam&ids=13332ابن عبد البر : قيل للإعراض مدابرة لأن من أبغض أعرض ، ومن أعرض ولى دبره ، والمحب بالعكس انتهى .
( ولا تباغضوا ) أي لا تتعاطوا أسباب البغض ; لأن البغض لا يكتسب ابتداء ( ولا تحاسدوا ) أي لا يتمنى بعضكم زوال نعمة بعض ، سواء أرادها لنفسه أو لا ( وكونوا عباد الله إخوانا ) أي يا عباد الله بحذف حرف النداء ، وفيه إشارة إلى أنكم عبيد الله فحقكم أن تتآخوا بذلك ، وقيل : قوله " عباد الله " خبر لقوله " كونوا " ، " وإخوانا " خبر ثان له ، قال القرطبي : المعنى كونوا كإخوان النسب في الشفقة والرحمة والمحبة والمواساة والمعاونة والنصيحة ( nindex.php?page=hadith&LINKID=876822ولا يحل للمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث ) تقدم شرحه .
قوله : ( هذا حديث حسن صحيح ) وأخرجه مالك nindex.php?page=showalam&ids=12070والبخاري وأبو داود nindex.php?page=showalam&ids=15397والنسائي وأخرجه مسلم أخصر منه .
قوله : ( وفي الباب عن nindex.php?page=showalam&ids=1أبي بكر الصديق nindex.php?page=showalam&ids=15والزبير بن العوام nindex.php?page=showalam&ids=10وابن مسعود وأبي [ ص: 56 ] هريرة ) أما حديث nindex.php?page=showalam&ids=1أبي بكر الصديق فأخرجه أحمد في مسنده ص 3 ج 1 ، وأما حديث nindex.php?page=showalam&ids=15الزبير بن العوام فأخرجه أحمد nindex.php?page=showalam&ids=13948والترمذي nindex.php?page=showalam&ids=13863والبزار بإسناد جيد nindex.php?page=showalam&ids=13933والبيهقي ، وأما حديث ابن عمر فأخرجه الترمذي بعد هذا ، وأما حديث ابن مسعود ، فأخرجه الشيخان وغيرهما ، وأما حديث nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة ، فأخرجه مالك والشيخان وأبو داود وأخرجه الترمذي مختصرا في باب ظن السوء .