1993 حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=16579عقبة بن مكرم العمي البصري حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=12523ابن أبي فديك قال حدثني سلمة بن وردان الليثي عن nindex.php?page=showalam&ids=9أنس بن مالك قال nindex.php?page=hadith&LINKID=664286قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من ترك الكذب وهو باطل بني له في ربض الجنة ومن ترك المراء وهو محق بني له في وسطها ومن حسن خلقه بني له في أعلاها وهذا الحديث حديث حسن لا نعرفه إلا من حديث سلمة بن وردان عن أنس بن مالك
( باب ما جاء في المراء ) بكسر الميم : أي الجدال .
قوله : ( أخبرني سلمة بن وردان الليثي ) أبو يعلى المدني ضعيف من الخامسة .
قوله : ( من ترك الكذب ) أي وقت مرائه ، كما يدل عليه القرينة الآتية ، ويحتمل الإطلاق والله أعلم ( وهو باطل ) جملة معترضة بين الشرط والجزاء للتنفير عن الكذب ، فإن الأصل فيه أنه باطل ، أو جملة حالية من المفعول أي والحال أنه باطل لا مصلحة فيه من مرخصات الكذب كما في الحرب أو إصلاح ذات البين والمعاريض ، أو حال من الفاعل أي وهو ذو باطل بمعنى صاحب بطلان ( بني له ) بصيغة المجهول وله نائبه أي بنى الله له قصرا ( في ربض الجنة ) قال في النهاية : هو بفتح الباء ما حولها خارجا عنها تشبيها بالأبنية التي تكون حول المدن وتحت القلاع انتهى ، وقال القاري في المرقاة : أي نواحيها وجوانبها من داخلها ولا من خارجها ، وأما قول الشارح هو ما حولها خارجا عنها تشبيها بالأبنية التي حول المدن وتحت القلاع ، فهو صريح اللغة لكنه غير صحيح المعنى ، فإنه خلاف المنقول ويؤدي إلى المنزلة بين المنزلتين حسا كما قاله المعتزلة معنى ، فالصواب أن المراد به أدناها كما يدل عليه قوله .
( ومن ترك المراء ) بكسر الميم أي الجدال ( وهو محق ) أي صادق ومتكلم بالحق ( في وسطها ) بفتح السين ويسكن أي في أوسطها لتركه كسر قلب من يجادله ودفعه رفعة نفسه وإظهار نفاسة فضله ، وهذا يشعر بأن معنى صدر الحديث أن من ترك [ ص: 110 ] المراء وهو مبطل فوضع الكذب موضع المراء لأنه الغالب فيه أو المعنى أن من ترك الكذب ولو لم يترك المراء بني له في ربض الجنة لأنه حفظ نفسه عن الكذب لكن ما صانها عن مطلق المراء ، فلهذا يكون أحط مرتبة منه انتهى ما في المرقاة .