قوله : ( عليكم بهذه الحبة السوداء ) أي الزموا استعمالها بأكل وغيره ( فإن فيها شفاء من كل داء ) يحدث من الرطوبة ، لكن لا تستعمل في داء صرفا ، بل تارة تستعمل مفردة وتارة مركبة بحسب ما يقتضيه المرض ، قاله المناوي ( إلا السام ) بمهملة غير مهموزة ( والسام الموت ) وفي رواية nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري قال ابن شهاب : السام الموت والحبة السوداء الشونيز .
[ ص: 163 ] ( قوله : وفي الباب عن بريدة nindex.php?page=showalam&ids=12وابن عمر nindex.php?page=showalam&ids=25وعائشة ) أما حديث بريدة فأخرجه أبو نعيم في الطب ، وأخرج المستغفري في كتاب الطب عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم : nindex.php?page=hadith&LINKID=752264إن هذه الحبة السوداء فيها شفاء ، قال وفي لفظ : قيل وما الحبة السوداء ؟ قال الشونيز قال : وكيف أصنع بها ؟ قال : تأخذ إحدى وعشرين حبة فتصرها في خرقة ، ثم تضعها في ماء ليلة فإذا أصبحت قطرت في المنخر الأيمن واحدة وفي الأيسر اثنتين ، فإذا كان من الغد قطرت في المنخر الأيمن اثنتين وفي الأيسر واحدة ، فإذا كان في اليوم الثالث قطرت في الأيمن واحدة وفي الأيسر اثنتين ، كذا في فتح الباري وأما حديث ابن عمر ، فأخرجه ابن ماجه وأما حديث عائشة فأخرجه أحمد قال المناوي : إسناده صحيح .
قوله : ( هذا حديث حسن صحيح ) وأخرجه الشيخان nindex.php?page=showalam&ids=13478وابن ماجه nindex.php?page=showalam&ids=14070والحاكم ، تنبيه : أحاديث الباب هل هي محمولة على عمومها أو أريد منها الخصوص ؟ فقال nindex.php?page=showalam&ids=14228الخطابي : هذا من عموم اللفظ الذي يراد به الخصوص ، وليس يجمع في طبع شيء من النبات والشجر جميع القوى التي تقابل الطبائع كلها في معالجة الأدواء على اختلافها ، وتباين طبعها ، وإنما أراد أنه شفاء من كل داء يحدث من الرطوبة والبرودة والبلغم ، وذلك أنه حار يابس فهو شفاء بإذن الله للداء المقابل له في الرطوبة والبرودة ، وذلك أن الدواء أبدا بالمضاد ، والغذاء بالمشاكل انتهى ، وقال الطيبي : ونظيره قوله تعالى في حق بلقيس وأوتيت من كل شيء وقوله تعالى تدمر كل شيء في إطلاق العموم وإرادة الخصوص انتهى .
وقيل : هي باقية على عمومها وأجيب عن قول nindex.php?page=showalam&ids=14228الخطابي ليس يجمع في طبع شيء إلخ بأنه :
قلت : قال الحافظ في الفتح بعد ذكر حديث بريدة المذكور ما لفظه : ويؤخذ من ذلك أن معنى كون الحبة شفاء من كل داء أنها لا تستعمل في كل داء صرفا ، بل ربما استعملت مفردة وربما استعملت مركبة ، وربما استعملت مسحوقة ، وغير مسحوقة ، وربما استعملت أكلا وشربا وسعوطا وضمادا وغير ذلك .
قال : وقال أبو محمد بن أبي جمرة : تكلم الناس في هذا الحديث وخصوا عمومه وردوه إلى [ ص: 164 ] قول أهل الطب والتجربة ولا خفاء بغلط قائل ذلك ; لأنا إذا صدقنا أهل الطب ومدار علمهم ، غالبا إنما هو على التجربة التي بناؤها على ظن غالب ، فتصديق من لا ينطق عن الهوى أولى بالقبول من كلامهم انتهى .
قال : وقد تقدم توجيه حمله على عمومه بأن يكون المراد بذلك ما هو أعم من الإفراد والتركيب ولا محذور في ذلك ولا خروج عن ظاهر الحديث والله أعلم انتهى .