( باب ما جاء في الغيلة ) قال الجزري في النهاية : الغيلة بالكسر ؛ الاسم من الغيل بالفتح ، وهو أن يجامع الرجل زوجته وهي مرضع ، وكذلك إذا حملت وهي مرضع ، وقيل يقال فيه الغيلة والغيلة بمعنى ، وقيل الكسر للاسم والفتح للمرة ، وقيل لا يصح الفتح إلا مع حذف الهاء ، وقد أغال الرجل وأغيل والولد مغال ومغيل ، واللبن الذي يشربه الولد يقال له الغيل أيضا انتهى .

قو له : ( أخبرنا nindex.php?page=showalam&ids=17303يحيى بن إسحاق ) هو البجلي أبو زكريا السيلحيني ( أخبرنا يحيى بن أيوب ) [ ص: 207 ] هو الغافقي المصري ( عن محمد بن عبد الرحمن بن نوفل ) الأسدي المدني يتيم عروة ، ثقة من السادسة ( عن عائشة ) أم المؤمنين رضي الله تعالى عنها ( عن بنت وهب وهي جدامة ) بمضمومة ودال مهملة ، قال في التقريب : جدامة بنت وهب ويقال جندل الأسدية أخت nindex.php?page=showalam&ids=5735عكاشة بن محصن لأمه ، صحابية لها سابقة وهجرة ، قال nindex.php?page=showalam&ids=14269الدارقطني : من قالها بالذال المعجمة صحف ، انتهى ، وقال في تهذيب التهذيب في ترجمتها : روت عن النبي صلى الله عليه وسلم في nindex.php?page=hadith&LINKID=3508960النهي عن الغيلة ، روت عنها عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم انتهى .

قو له : ( أردت أن أنهى عن الغيال ) بكسر الغين المعجمة وفي الرواية الآتية الغيلة ، قال النووي في شرح مسلم : قال أهل اللغة : الغيلة هاهنا بكسر الغين ويقال لها الغيل بفتح الغين مع حذف الهاء والغيال بكسر الغين ، وقال جماعة من أهل اللغة : الغيلة بالفتح المرة الواحدة وأما بالكسر فهي الاسم من الغيل ، وقيل إن أريد بها وطء المرضع جاء الغيلة والغيلة بالكسر والفتح ، واختلف العلماء في المراد بالغيلة في هذا الحديث وهي الغيل ، فقال مالك في الموطأ nindex.php?page=showalam&ids=13721والأصمعي وغيره من أهل اللغة هي أن يجامع امرأته وهي مرضع ، يقال منه أغال الرجل وأغيل إذا فعل ذلك ، وقال ابن السكيت : هو أن ترضع المرأة وهي حامل ، يقال منه غالت وأغيلت ، قال العلماء : سبب همه صلى الله عليه وسلم بالنهي عنها ؛ أنه يخاف منه ضرر الولد الرضيع ، قالوا والأطباء يقولون إن ذلك اللبن داء ، والعرب تكرهه وتتقيه ( فإذا فارس ) بكسر الراء وعدم الصرف ( يفعلون ) أي الغيال ( ولا يقتلون أولادهم ) وفي الرواية الآتية : nindex.php?page=hadith&LINKID=876983ولا يضر أولادهم ، قال القاضي : كان العرب يحترزون عن الغيلة ويزعمون أنها تضر الولد وكان ذلك من المشهورات الذائعة عندهم فأراد النبي صلى الله عليه وسلم أن ينهى عنها لذلك ، فرأى أن فارس والروم يفعلون ذلك ولا يبالون به ثم إنه لا يعود على أولادهم بضرر فلم ينه ، انتهى ، قال النووي : في الحديث جواز الغيلة فإنه صلى الله عليه وسلم لم ينه عنها وبين سبب ترك النهي .

قو له : ( وفي الباب عن أسماء بنت يزيد ) أخرجه أبو داود عنها قالت : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : nindex.php?page=hadith&LINKID=876984لا تقتلوا أولادكم سرا ، فإن الغيل يدرك الفارس فيدعثره عن فرسه ، وسكت عنه هو nindex.php?page=showalam&ids=16383والمنذري وأخرجه أيضا ابن ماجه .

قوله : ( هذا حديث صحيح ) وأخرجه مالك وأحمد ومسلم وأبو داود nindex.php?page=showalam&ids=15397والنسائي nindex.php?page=showalam&ids=13478وابن ماجه [ ص: 208 ] ( وقد رواه مالك عن nindex.php?page=showalam&ids=11823أبي الأسود ) اسمه محمد بن عبد الرحمن بن نوفل .