( باب ما جاء في أشراط الساعة ) أي علاماتها ففي النهاية : الأشراط العلامات واحدتها شرط بالتحريك ، وبه سميت شرط السلطان لأنهم جعلوا لأنفسهم علامات يعرفون بها ، هكذا قال أبو عبيد ، انتهى .
قوله : ( لا يحدثكم أحد بعدي أنه سمعه من رسول الله صلى الله عليه وسلم ) قال الحافظ : عرف أنس أنه لم [ ص: 372 ] يبق أحد ممن سمعه من رسول الله صلى الله عليه وسلم غيره ، لأنه كان آخر من مات بالبصرة من الصحابة ، فلعل الخطاب بذلك كان لأهل البصرة أو كان عاما ، وكان تحديثه بذلك في آخر عمره لأنه لم يبق بعده من الصحابة من ثبت سماعه من النبي صلى الله عليه وسلم إلا النادر ، ممن لم يكن هذا المتن من مرويه انتهى ( أن يرفع العلم ) هو في محل النصب لأنه اسم إن والمراد برفعه موت حملته ، وفي رواية nindex.php?page=showalam&ids=12070للبخاري : nindex.php?page=hadith&LINKID=877139أن يقل العلم ، قال الحافظ : يحتمل أن يكون بقلته أول العلامة ، وبرفعه آخرها ، أو أطلقت القلة وأريد بها العدم ، كما يطلق العدم ، ويراد به القلة وهذا أليق لاتحاد المخرج انتهى .
( ويفشو الزنا ) بالقصر على لغة أهل الحجاز وبها جاء التنزيل وبالمد لأهل نجد والنسبة إلى الأول زنوي ، وإلى الآخر زناوي ( يشرب الخمر ) بضم أوله وفتح الموحدة على العطف والمراد كثرة ذلك واشتهاره ( وتكثر النساء ) قيل سببه أن الفتن تكثر فيكثر القتل في الرجال لأنهم أهل الحرب دون النساء ، وقال ابن عبد الملك : هو إشارة إلى كثرة الفتوح فتكثر السبايا فيتخذ الرجل الواحد عدة موطوءات .
قال الحافظ : فيه نظر لأنه صرح بالعلة في حديث أبي موسى الآتي يعني في الزكاة عند nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري : فقال : من قلة الرجال وكثرة النساء ، والظاهر أنها علامة محضة لا بسبب آخر بل يقدر الله في آخر الزمان أن يقل من يولد من الذكور ، ويكثر من يولد من الإناث وكون كثرة النساء من العلامات مناسب لظهور الجهل ورفع العلم انتهى ، ( ويقل ) بكسر القاف من القلة ( لخمسين ) يحتمل أن يراد به حقيقة هذا العدد أو يكون مجازا عن الكثرة ، ويؤيده أن في حديث أبي موسى ، ويرى الرجل الواحد يتبعه أربعون امرأة ( قيم واحد ) بالرفع صفة لقيم ، أي من يقوم بأمرهن واللام للعهد إشعارا بما هو معهود من كون الرجال قوامين على النساء ، وكأن هذه الأمور الخمسة خصت بالذكر لكونها مشعرة باختلال الأمور التي يحصل بحفظها صلاح المعاش والمعاد ، وهي الدين لأن رفع العلم يخل به ، والعقل لأن شرب الخمر يخل به ، والنسب لأن الزنا يخل به ، والنفس والمال لأن كثرة الفتن تخل بهما ، قال الكرماني : وإنما كان اختلال هذه الأمور مؤذنا بخراب العالم ; لأن الخلق لا يتركون هملا ولا نبي بعد نبينا صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين فيتعين ذلك .
[ ص: 373 ] قوله : ( وفي الباب عن أبي موسى nindex.php?page=showalam&ids=3وأبي هريرة ) أما حديث أبي موسى فأخرجه أحمد والشيخان ، وأما حديث nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة فأخرجه الشيخان .
قوله : ( هذا حديث حسن صحيح ) وأخرجه أحمد والشيخان nindex.php?page=showalam&ids=15397والنسائي nindex.php?page=showalam&ids=13478وابن ماجه .