( باب ما جاء إذا ذهب كسرى فلا كسرى بعده ) بكسر الكاف ويجوز الفتح ، وهو لقب لكل من ولي مملكة الفرس ، قال ابن الأعرابي : الكسر أفصح في كسرى ، وكان أبو حاتم يختاره ، وأنكر الزجاج الكسر على ثعلب واحتج بأن النسبة إليه كسروي بالفتح ، ورد عليه nindex.php?page=showalam&ids=13417ابن فارس بأن النسبة قد يفتح فيها ما هو في الأصل مكسور أو مضموم كما قالوا في بني تغلب بكسر اللام تغلبي بفتحها ، وفي سلمة كذلك ، فليس فيه حجة على تخطئة الكسر .
( وإذا هلك قيصر ) لقب لكل من ولي مملكة الروم ( فلا قيصر بعده ) ، قال الحافظ في شرح هذا الحديث : قد استشكل هذا مع بقاء مملكة الفرس لأن آخرهم قتل في زمان عثمان ، واستشكل أيضا مع بقاء مملكة الروم وأجيب عن ذلك بأن المراد لا يبقى كسرى بالعراق ولا قيصر بالشام وهذا منقول عن nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي ، قال وسبب الحديث أن قريشا كانوا يأتون الشام والعراق تجارا ، فلما أسلموا خافوا انقطاع سفرهم إليهما لدخولهم في الإسلام فقال النبي صلى الله عليه وسلم ذلك لهم تطييبا لقلوبهم وتبشيرا لهم بأن ملكهما سيزول عن الإقليمين المذكورين ، وقيل الحكمة في أن قيصر بقي ملكه وإنما ارتفع من الشام وما والاها وكسرى ذهب ملكه أصلا ورأسا ، أن قيصر لما [ ص: 384 ] جاءه كتاب النبي صلى الله عليه وسلم قبله وكاد أن يسلم ، وكسرى لما أتاه كتاب النبي صلى الله عليه وسلم مزقه ، فدعا النبي صلى الله عليه وسلم أن يمزق ملكه كل ممزق ، فكان كذلك ، قال الخطاب معناه فلا قيصر بعده يملك مثل ما يملك ، وذلك أنه كان بالشام وبها بيت المقدس الذي لا يتم للنصارى نسك إلا به ولا يملك على الروم أحد إلا كان قد دخله إما سرا وإما جهرا ، فانجلى عنها قيصر ، واستفتحت خزائنه ولم يخلفه أحد من القياصرة في تلك البلاد بعده ، انتهى .