قوله : ( حدثنا حسين بن محمد ) بن أيوب الذارع السعدي أبو علي البصري صدوق من العاشرة ( عن حبيب بن الزبير ) بن مشكان الهلالي أو الحنفي الأصبهاني أصله من البصرة ثقة من السادسة ( سمعت nindex.php?page=showalam&ids=16401عبد الله بن أبي الهذيل ) الكوفي كنيته أبو المغيرة ، ثقة من الثانية .
قوله : ( لتنتهين قريش ) أي من الفسق والعصيان ( أو ليجعلن الله هذا الأمر ) أي الرياسة والخلافة ( غيرهم ) أي غير قريش ( قريش ولاة الناس في الخير والشر ) أي في الجاهلية والإسلام ويستمر ذلك ( إلى يوم القيامة ) فالخلافة فيهم ما بقيت الدنيا ، ومن تغلب على الملك بالشوكة لا ينكر أن الخلافة فيهم ، قال النووي في شرح مسلم هذه الأحاديث يعني أحاديث nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة nindex.php?page=showalam&ids=36وجابر بن عبد الله nindex.php?page=showalam&ids=10وعبد الله بن مسعود التي رواها مسلم في باب الخلافة في قريش وأشباهها دليل ظاهر أن الخلافة مختصة بقريش لا يجوز عقدها لأحد من غيرهم ، وعلى هذا انعقد الإجماع في زمن الصحابة وكذلك بعدهم ومن خالف فيه من أهل البدع فهو محجوج بإجماع الصحابة والتابعين فمن بعدهم بالأحاديث الصحيحة ، قال القاضي : اشتراط كونه قرشيا هو مذهب العلماء كافة ، قال وقد احتج به أبو بكر وعمر رضي الله عنهم على الأنصار يوم السقيفة فلم ينكره [ ص: 399 ] أحد ، قال القاضي وقد عدها العلماء في مسائل الإجماع ، ولم ينقل عن أحد من السلف فيها قول ولا فعل يخالف ما ذكرنا ، وكذلك من بعدهم في جميع الأعصار ، قال ولا اعتداد بقول النظام ومن وافقه من الخوارج وأهل البدع أنه يجوز كونه من غير قريش ، ولا بسخافة ضرار بن عمرو في قوله : إن غير القرشي من النبط وغيرهم يقدم على قرشي لهوان خلعه إن عرض منه أمر ، وهذا الذي قاله من باطل القول وزخرفه مع ما هو عليه من مخالفة إجماع المسلمين .
وأما قوله صلى الله عليه وسلم : nindex.php?page=hadith&LINKID=752292الناس تبع لقريش في الخير والشر ، فمعناه في الإسلام والجاهلية كما هو مصرح به في الرواية الأولى يعني رواية nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة : nindex.php?page=hadith&LINKID=752547الناس تبع لقريش في هذا الشأن مسلمهم لمسلمهم وكافرهم لكافرهم لأنهم كانوا في الجاهلية رؤساء العرب وأصحاب حرم وأهل حج بيت الله ، وكانت العرب تنتظر إسلامهم فلما أسلموا وفتحت مكة تبعهم الناس وجاءت وفود العرب من كل جهة ، ودخل الناس في دين الله أفواجا ، وكذلك في الإسلام هم أصحاب الخلافة والناس تبع لهم ، وبين صلى الله عليه وسلم أن هذا الحكم مستمر إلى آخر الدنيا ما بقي من الناس اثنان وقد ظهر ما قاله النبي صلى الله عليه وسلم فمن زمنه صلى الله عليه وسلم إلى الآن الخلافة في قريش من غير مزاحمة لهم فيها ، وتبقى كذلك ما بقي اثنان كما قال صلى الله عليه وسلم انتهى .
وقال الحافظ في الفتح : ويحتاج من نقل الإجماع إلى تأويل ما جاء عن عمر من ذلك ، فقد أخرج أحمد عن عمر بسند رجاله ثقات أنه قال : إن أدركني أجلي وأبو عبيدة حي استخلفته فذكر الحديث وفيه : فإن أدركني أجلي وقد مات أبو عبيدة استخلفت معاذ بن جبل الحديث ، nindex.php?page=showalam&ids=32ومعاذ بن جبل أنصاري لا نسب له في قريش فيحتمل أن يقال لعل الإجماع انعقد بعد عمر على اشتراط أن يكون الخليفة قرشيا أو تغير اجتهاد عمر في ذلك ، وأما ما احتج به من لم يعين الخلافة في قريش من تأمير عبد الله بن رواحة nindex.php?page=showalam&ids=138وزيد بن حارثة وأسامة وغيرهم في الحروب فليس من الإمامة العظمى في شيء بل فيه أنه يجوز للخليفة استنابة غير قريش في حياته انتهى .
قلت : المراد من هذين الحديثين وما في معناهما أن الإمام الأعظم إذا استعمل العبد الحبشي على إمارة بلد مثلا وجبت طاعته وليس فيه أن العبد الحبشي يكون هو الإمام الأعظم .
قال [ ص: 400 ] nindex.php?page=showalam&ids=14228الخطابي : وقد يضرب المثل بما لا يقع في الوجود ، يعني وهذا من ذاك أطلق العبد الحبشي مبالغة في الأمر بالطاعة وإن كان لا يتصور شرعا أن يلي ذلك .
قوله : ( وفي الباب عن ابن عمر nindex.php?page=showalam&ids=10وابن مسعود وجابر ) أما حديث ابن عمر فأخرجه أحمد والشيخان ولفظه عند مسلم : nindex.php?page=hadith&LINKID=752294لا يزال هذا الأمر في قريش ما بقي من الناس اثنان ، قال الحافظ nindex.php?page=showalam&ids=13064ابن حزم في المحلى بعد ذكر هذا الحديث : هذه اللفظة لفظة الخبر فإن كان معناه الأمر فحرام أن يكون الأمر في غيرهم أبدا ، وإن كان معناه معنى الخبر كلفظه فلا شك في أن من لم يكن من قريش فلا أمر له ، وإن ادعاه فعلى كل حال فهذا خبر يوجب منع الأمر عمن سواهم ، انتهى ، وأما حديث ابن مسعود فأخرجه مسلم بنحو حديث ابن عمر ، وأما حديث جابر وهو ابن عبد الله فأخرجه مسلم ولفظه : nindex.php?page=hadith&LINKID=752292الناس تبع لقريش في الخير والشر .
قوله : ( هذا حديث حسن صحيح غريب ) وأخرجه أحمد قال المناوي بإسناد صحيح .