قوله : ( كأن ميزانا ) كأن بتشديد النون من الحروف المشبهة بالفعل ( فوزنت ) صيغة المجهول المخاطب ( أنت ) ضمير فصل وتأكيد لتصحيح العطف ( فرجحت ) بفتح الجيم وسكون [ ص: 467 ] الحاء أي ثقلت وغلبت ( ثم رفع الميزان ) فيه إيماء إلى وجه ما اختلف في تفضيل علي وعثمان قاله القاري ( فرأينا الكراهية في وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم ) وذاك لما علم صلى الله عليه وسلم من أن تأويل رفع الميزان انحطاط رتبة الأمور ، وظهور الفتن بعد خلافة عمر ، ومعنى رجحان كل من الآخر أن الراجح أفضل من المرجوح ، وقال المنذري : قيل يحتمل أن يكون النبي صلى الله عليه وسلم كره وقوف التخيير وحصر درجات الفضائل في ثلاثة ورجا أن يكون في أكثر من ذلك فأعلمه الله أن التفضيل ، انتهى إلى المذكور فيه فساءه ذلك انتهى ، قال التوربشتي : إنما ساءه والله أعلم من الرؤيا التي ذكرها ما عرفه من تأويل رفع الميزان ، فإن فيه احتمالا لانحطاط رتبة الأمر في زمان القائم به بعد عمر رضي الله عنه عما كان عليه من النفاذ والاستعلاء والتمكن بالتأييد ، ويحتمل أن يكون المراد من الوزن موازنة أيامهم لما كان نظر فيها من رونق الإسلام وبهجته ثم إن الموازنة إنما تراعى في الأشياء المتقاربة مع مناسبة ما ، فيظهر الرجحان فإذا تباعدت كل التباعد لم يوجد للموازنة معنى فلهذا رفع الميزان .
قوله : ( هذا حديث حسن صحيح ) وأخرجه أبو داود وسكت عنه هو nindex.php?page=showalam&ids=16383والمنذري .