قوله : ( كان أخوان ) أي اثنان من الإخوان ( على عهد رسول الله -صلى الله عليه وسلم ) أي في زمنه فكان أحدهما يأتي النبي -صلى الله عليه وسلم- أي لطلب العلم والمعرفة ( والآخر يحترف ) أي يكتسب أسباب المعيشة فكأنهما كانا يأكلان معا ( فشكا المحترف ) أي في عدم مساعدة أخيه إياه في حرفته وفي كسب آخر لمعيشته ( فقال : ترزق به ) بصيغة المجهول أي أرجو وأخاف أنك مرزوق ببركته ؛ لأنه مرزوق بحرفتك فلا تمنن عليه بصنعتك . قال الطيبي : ومعنى لعل في قوله : لعلك ، يجوز أن يرجع إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فيفيد القطع والتوبيخ ، كما ورد فهل ترزقون إلا بضعفائكم وأن يرجع إلى المخاطب ليبعثه على التفكر والتأمل فينتصف من نفسه ، انتهى .
[ ص: 9 ] وحديث أنس هذا ذكره صاحب المشكاة . وقال : رواه الترمذي ، وقال : هذا حديث صحيح غريب ، انتهى . وليس قول الترمذي هذا في النسخ الحاضرة عندنا . وأخرجه أيضا nindex.php?page=showalam&ids=14070الحاكم .