قوله : ( عن محمد بن عبد الرحمن بن سعد بن زرارة ) الأنصاري المدني وهو محمد بن [ ص: 39 ] عبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الرحمن بن سعد بن زرارة ، ويقال ابن محمد بدل عبد الله ، ومنهم من ينسبه إلى جده لأمه ، فيقول محمد بن عبد الرحمن بن أسعد بن زرارة وثقه nindex.php?page=showalam&ids=15397النسائي كذا في تهذيب التهذيب ( عن ابن كعب بن مالك الأنصاري ) قال الحافظ في التقريب : ابن كعب بن مالك في لعق الأصابع هو عبد الرحمن . وجاء بالشك عبد الله أو عبد الرحمن ، وفي حديث : أرواح الشهداء هو عبد الرحمن بن عبد الله بن كعب نسب لجده . وفي حديث : ( ما ذئبان جائعان ) لم يسم وهو أحد هذين . وكذا في حديث : من طلب العلم ، وإن امرأة ذبحت شاة بحجر ، وقيل : في هذا الأخير عن ابن كعب عن أخيه . والذي يظهر أنه عبد الرحمن بن كعب ، انتهى ( عن أبيه ) أي nindex.php?page=showalam&ids=331كعب بن مالك بن أبي كعب الأنصاري السلمي المدني صحابي مشهور وهو أحد الثلاثة الذين خلفوا .
قوله : ( ما ) نافية ( جائعان ) أتي به للمبالغة ( أرسلا ) أي خليا وتركا ( في غنم ) أي قطيعة غنم ( لدينه ) متعلق بأفسد . والمعنى أن حرص المرء عليهما أكثر فسادا لدينه المشبه بالغنم لضعفه يجنب حرصه من إفساد الذئبين للغنم . قال الطيبي : ما بمعنى ليس ، وذئبان اسمها . وجائعان صفة له ، وأرسلا في غنم الجملة في محل الرفع على أنها صفة بعد صفة ، وقوله : بأفسد خبر لما والباء زائدة وهو أفعل تفضيل أي بأشد إفساد والضمير في " لها " للغنم واعتبر فيها الجنسية فلذا أنث ، وقوله : من حرص المرء ، هو المفضل عليه لاسم التفضيل ، وقوله : على المال والشرف ، يتعلق بالحرص والمراد به الجاه ، وقوله : لدينه اللام فيه بيان كما في قوله تعالى : لمن أراد أن يتم الرضاعة كأنه قيل بأفسد لأي شيء ، قيل لدينه . ومعناه ليس ذئبان جائعان أرسلا في جماعة من جنس الغنم بأشد إفسادا لتلك الغنم من حرص المرء على المال والجاه ، فإن إفساده لدين المرء أشد من إفساد الذئبين الجائعين لجماعة من الغنم إذا أرسلا فيها . أما المال فإفساده أنه نوع من القدرة يحرك داعية الشهوات ويجر إلى التنعم في المباحات فيصير التنعم مألوفا ، وربما يشتد أنسه بالمال ويعجز عن كسب الحلال فيقتحم في الشبهات مع أنها ملهية عن ذكر الله تعالى ، وهذه لا ينفك عنها أحد . وأما الجاه فيكفي به إفسادا أن المال يبذل للجاه ولا يبذل الجاه للمال وهو الشرك الخفي ، فيخوض في المراءاة والمداهنة والنفاق وسائر الأخلاق الذميمة ، فهو أفسد وأفسد ، انتهى .
[ ص: 40 ] قوله : ( هذا حديث حسن صحيح ) وأخرجه أحمد nindex.php?page=showalam&ids=15397والنسائي والدارمي nindex.php?page=showalam&ids=13053وابن حبان .
وقد صنف ابن رجب الحنبلي جزءا لطيفا في شرح حديث nindex.php?page=showalam&ids=331كعب بن مالك المذكور في الباب ، وقال فيه بعد ذكره ما لفظه : وروي من وجه آخر عن النبي -صلى الله عليه وسلم- من حديث ابن عمر nindex.php?page=showalam&ids=11وابن عباس nindex.php?page=showalam&ids=3وأبي هريرة nindex.php?page=showalam&ids=111وأسامة بن زيد وجابر nindex.php?page=showalam&ids=44وأبي سعيد الخدري وعاصم بن عدي الأنصاري رضي الله عنهم أجمعين . قال : وقد ذكرتها كلها مع الكلام عليها في كتاب شرح الترمذي وفي لفظ حديث جابر : nindex.php?page=hadith&LINKID=877344ما ذئبان ضاريان يأتيان في غنم غاب رعاؤها بأفسد للناس من حب الشرف والمال لدين المؤمن ، انتهى .