قوله : ( عن النواس ) بتشديد الواو ثم مهملة ( ابن سمعان ) بفتح السين وكسرها ابن خالد الكلابي أو الأنصاري ، صحابي مشهور سكن الشام .
قوله : ( فقال النبي -صلى الله عليه وسلم- : البر ) أي أعظم خصاله أو البر كله مجملا ( حسن الخلق ) أي مع الخلق .
قال النووي في شرح مسلم : قال العلماء : البر يكون بمعنى الصلة وبمعنى اللطف والمبرة [ ص: 55 ] وحسن الصحبة والعشرة ، وبمعنى الطاعة ، وهذه الأمور هي مجامع حسن الخلق .
وقال الطيبي : قيل فسر البر في الحديث بمعان شتى ، ففسره في موضع بما اطمأنت إليه النفس واطمأن إليه القلب ، وفسره في موضع بالإيمان ، وفي موضع بما يقربك إلى الله ، وهنا بحسن الخلق ، وفسر حسن الخلق باحتمال الأذى وقلة الغضب وبسط الوجه وطيب الكلام ، وكلها متقاربة في المعنى ( والإثم ما حاك في نفسك ) أي تحرك فيها وتردد ، ولن ينشرح له الصدر ، وحصل في القلب منه الشك ، وخوف كونه ذنبا . وقيل يعني الإثم ما أثر قبحه في قلبك أو تردد في قلبك ، ولم ترد أن تظهره لكونه قبيحا وهو المعنى بقوله : ( وكرهت أن يطلع الناس عليه ) أي أعيانهم وأماثلهم ، إذ الجنس ينصرف إلى الكامل ، وذلك لأن النفس بطبعها تحب اطلاع الناس على خيرها ، فإذا كرهت الاطلاع على بعض أفعالها فهو غير ما تقرب به إلى الله ، أو غير ما أذن الشرع فيه وعلم أنه لا خير فيه ولا بر فهو إذا إثم وشر .
قوله : ( هذا حديث حسن صحيح ) وأخرجه nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري في الأدب المفرد ومسلم في البر والصلة .
أي في ذات الله وجهته لا يشوبه الرياء والهوى ، وفي هنا كما في قوله تعالى : والذين جاهدوا فينا .